الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

انتظار الخاطب حتى يجد وظيفة

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 21 سنة، وأدرس في السنة الأخيرة في كلية الحقوق، وقد أحببت زميلاً لي وأنا في السنة الثالثة، وهو أكبر مني بسنة، وارتبطنا مع بعضنا، وكانت ظروفنا مرتبة على أنه بعد تخرجه وتعيينه بالنيابة سيتقدم لي فوراً؛ لأنه كان ممتازاً في دراسته، ولكنه لم يحصل على التقدير الذي يجعله يدخل النيابة، وبذلك اختلفت المقاييس ورفض والده أن يخطب له إلا بعد أن يحصل على مركز جيد.

هو الآن يحضر الدراسات العليا، واقتربت السنة الأولى منها على الانتهاء، ولكن المشكلة الآن أنه لم يأت لخطبتي حتى الآن، فهو في موقف حرج بين إرضاء والده وبين حبه لي، على الرغم من أن مستواه المادي طيب، ولكن والده يبحث عن المركز، ومصمم على أن لا يزوجه إلا بعد تعيينه في مركز محترم.

الآن هو قدم أوراقه في شركات كثيرة ويأمل أن يتعين في واحدة منهن، لكي تحل المشكلة، وهو يخيرني بين أن أنتظره حتى يتعين أو أن نبتعد عن بعض وننهي علاقتنا.

علماً بأني أحبه جداً ولا أعرف ماذا أفعل، هل أنتظره، ومن الممكن أن يطول الانتظار إلى سنين ويضيع عمري بلا فائدة أم أبتعد عنه ومن الممكن خلال شهور أن يتم تعيينه وأكون بذلك خسرته؟

علماً بأني لا أخرج معه أو أتكلم معه في الهاتف، لكني أنتظره فقط، وأخاف الله جيداً.
أفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ هاله حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نحن ننصحكم بالابتعاد عن بعضكم، والتقرب إلى ربنا وربكم، ثم الانتباه لمستقبلكم مع ضرورة التوبة والاستغفار من ذنبكم، ومرحباً بكم في موقعكم وشكراً على سؤالك وتواصلكم، ونسأل الله أن يغفر ذنبنا وذنبكم وأن يصلح حالنا وأحوالكم، وأن يقدر لكم الخير ويهديكم ويصلح بالكم.

قد أسعدني خوفك من الله، وحرصك على عدم الكلام معه أو الخروج، وهذا مما يدفعه للتمسك بك فانصرفي لدراستك واشتغلي بطاعتك لربك وسوف يأتيك ما قدره لك ربك.
وليس من الحكمة أو المصلحة الانتظار للمجهول، وكيف تنتظري شاباً علاقته بك غير معلنة، بل وربما كان قراره ليس بيده، وحتى لا يحصل هذا فقد حرص الإسلام على أن تكون البداية بطرق الأبواب، فإذا حصل الرجل على الموافقة وحصل الانطباع الجيد ووجد الميل فعند ذلك يكون النقاش عن متى وكيف؟

لا شك أن من مصلحة الفتاة أن تستجيب لصاحب الدين إذا طرق بابها، فإذا لم يتقدم لك أحد واستطاع هذا الشاب أن يقنع أهله فيتقدموا معه لطلب يدك فلا مانع، لكننا لا نؤيد رد الخطاب انتظاراً لهذا الشاب.

هذه وصيتي لك بتقوى الله، واعلمي أن إيقاف الاتصالات بهذا الشاب سوف تدفعه للجدية في الأمر، ولكن معظم شباب اليوم إذا وجدوا من تبذل لهم عواطفها فإنهم يماطلون في الأمر ولماذا يستعجل من وجد ما يريد؟

كما نتمنى أن تحرصي على عمارة قلبك بحب الله، واشغلي نفسك بذكره وشكره، ومرحباً بك في موقعك.

نسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً