الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي حدود جمال المظهر والزينة التي تلزم الزوجة لتحقيق رغبات الزوج؟

السؤال

السلام عليكم..

ما تحليلكم للزوج الذي يريد أن تكون زوجته دقيقة العود ولكنه في الوقت نفسه يريدها زاهية مزدهرة مشرقة المحيا غضة القسمات، وبذلك تضطر - لترضي زوجها - لاتباع حمية قاسية وقد تضر بنفسها وتتعبها، فهل يجوز ذلك؟ وما نصيحتكم لذلك الزوج؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ س حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه لا ضرر ولا ضرار، وسعادة الإنسان في رضى الواحد القهار، وجمال النفوس هو الذي يُبهر الأبصار، ويُسعد أهله في الدنيا وفي دار القرار، وأما جمال الأجساد فإنه ينتقص بالليل والنهار، وهنيئاً لك بزوج اختارك من بين النساء، ومرحباً بك مع الأخوات والآباء، ونسأل الله أن يكتب لك السعادة والهناء، وأن يرزقك وزوجك الإيمان بالقدر والقضاء، وأن يصرف عنكم السوء والفحشاء.

وأرجو أن تعلمي أن من حق الزوج أن يبحث عن مواطن الجمال في جسد زوجته ولكن ليس من حقه ولا من حقها استخدام زينة حرمها الله أو فعل شيء يضر بهذا الجسد الذي خلقه الله، وقد جاء في كتاب الله: (( وَلا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ))[البقرة:195]، وقال تعالى: (( وَلا تَقْتُلُوا أَنفُسَكُمْ إِنَّ اللَّهَ كَانَ بِكُمْ رَحِيمًا))[النساء:29].

ونحن نتمنى أن تهتمي بزينتك وأن تحافظي على نفسك، مع ضرورة أن يكون كل ذلك وفق الضوابط الشرعية التي تحرم إلحاق الضرر، والله تبارك وتعالى لا يكلف نفساً إلا وسعها، ولا أظن أن زوجك يقصد إيذاءك، مع أننا ننصح بناتنا وأخواتنا بضرورة المحافظة على رشاقتهن، فإن أمراض العصر ترتبط وثيقاً بزيادة الوزن.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وأرجو أن لا تنزعجي من طلبات زوجك ولا تقصري في إدخال السرور عليه، واعلمي أن طاعة الزوج مما يرضى الله، ولا يخفى عليك أن الزوج ترضيه الأمور اليسيرة وإذا عجزت عن تلبية بعض رغباته فأحسني الاعتذار.

نسأل الله أن يلهمك السداد والرشاد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً