الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرجو منكم ذكر بعض أدوية مضادات القلق وكيفية عملها.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ما هو أفضل مضادات القلق من هذه الأدوية التي سأذكرها، والذي تفضله شخصياً يا دكتور؟ خصوصاً إذا كان القلق شديداً وواضحاً على الشخص من رجفة ولعثمة، والأدوية هي: الفلونكسول، أو الدوجماتيل، أو الموتيفال؟

وأريد أن أعرف كيف تُساعد هذه الأدوية في إزالة القلق، وكيفية طريقة عملها، وهل لها علاقة بالأمينات الدماغية، مثل: السيروتونين والنورأدرينالين والدوبامين؟ هل تعمل على زيادتها أم ماذا؟

ما هو الأفضل لمعالجة القلق، هل يكون باستخدام الأدوية المضادة للاكتئاب، مثل: السيروكسات أو البروزاك أو التفرانيل لكن بجرعات صغيرة، أو يكون باستخدام الأدوية المذكورة أعلاه؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ السائل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

كما تعلم أن القلق أنواع ودرجات، كما أن استجابة الناس للأدوية تتفاوت، كما أن الظروف المحيطة للإنسان أيضاً ربما تحدد مدى تفاعله واستجابته للأدوية، وكذلك الأخذ بآليات العلاج الأخرى خاصةً تمارين الاسترخاء، وممارسة الرياضة، والتفريغ عن الذات، كلها أمور لا نستطيع أن نفصلها من الوصفة الكاملة لعلاج القلق.

بالنسبة للأدوية التي ذكرتها، وهي الفلونكسول والدوجماتيل أو الموتيفال، فسأجيبك عنها بالآتي:

يُعتبر الدوجماتيل علاجاً جيداً إذا كان القلق ليس من النوع الشديد، وإذا كان يوجد أي نوعٍ من عسر المزاج مصاحب للقلق، فالدوجماتيل لا يفيد كثيراً، كما أن الدوجماتيل يُفيد في حالة وجود أعراض جسدية أكثر.

الموتيفال علاج أيضاً ممتاز للقلق وفعال، خاصةً القلق المصاحب بالضجر والتوتر.

الفلونكسول يتميز بأنه فعال، وأنا في رأيي الفلونكسول هو ا لدواء المفضل بالنسبة لي في حالة علاج القلق الشديد؛ لأن الفلونكسول لا يؤدي إلى استرخاءٍ زائد، لا يؤدي إلى أي نوعٍ من النعاس، كما أن فعاليته سريعة مقارنةً بالأدوية الأخرى.

إذن: الفلونكسول هو الدواء المفضل بالنسبة لي، علماً بأن الفلونكسول هو في الأصل دواء مضاد لعلاج الذهان، أي الاضطراب العقلي، ولكنه بجرعاتٍ كبيرة تصل الجرعة إلى 10 مليجرام تقريباً في اليوم في حالة علاج الذهان.

في حالة علاج القلق لا تتعدى الجرعة أكثر من واحد ونصف مليجرام في اليوم، كما أن هذا الدواء متوفر في شكل إبر طويلة الأمد تُعطى في حالة مرض الذهان.

هذه الأدوية تعمل على الموصلات العصبية أيضاً، وهي تؤثر في الأساس على الدوبامين، وكذلك على مادة تعرف بمادة جابا (Gaba)، كما أنها أيضاً تؤثر على السيروتنين، وكذلك النورأدرانلين.

إذن: هي تعمل على عدة مشتقات دماغية، ولا نستطيع أن نقول: إنها تعمل على زيادتها، على العكس تماماً، الفلونكسول والدوجماتيل يعملان على تخفيف الدوبامين على سبيل المثال، والدوجماتيل يؤدي إلى زيادة السيروتنين والنورأدرانلين، هي تعمل بطريقة لحفظ التوازن أكثر من الزيادة والنقصان.

بالنسبة للشق الثاني من سؤالك أخي، الدراسات تُفيد الآن أن الأدوية المضادة للاكتئاب هي أيضاً أدوية فعالة جداً لعلاج القلق النفسي، ويعتبر الزيروكسات من الأدوية الجيدة جداً لعلاج القلق النفسي، وكذلك البروزاك يفيد أيضاً، ولكن البروزاك في حد ذاته ربما يسبب نوعاً من القلق لبعض الناس في بدايته، ولذا ربما لا يكون هو الدواء المفضل.

أنا شخصياً أميل كثيراً للزيروكسات لعلاج القلق، وكذلك السبراليكس، وحتى الفافرين، وهنالك دراسات كثيرة تشير أن الفافرين علاج جيد لعلاج القلق، ويُعرف أن الجرعة المطلوبة لعلاج القلق هي جرعة أقل من الجرعة التي تُستعمل في علاج الاكتئاب، أو في علاج المخاوف، أو في علاج الوساوس، فنصف حبة إلى حبة من الزيروكسات سوف تكون كافية، وبالنسبة للفافرين 50-100 مليجرام في اليوم سوف تكون كافية أيضاً.

بالنسبة للتفرانيل، التفرانيل نعم يُساعد كثيراً في علاج القلق، وجرعة القلق هي أيضاً أقل من الجرعة التي تُستعمل في علاج الاكتئاب.

رأيت بعض الناس يستفيدون 10 مليجرام فقط من التفرانيل، والبعض يستجيب 25 مليجرام، والبعض قد يحتاج إلى جرعات أكبر تصل إلى 50 أو إلى 100 مليجرام.

إذن: لا نستطيع إن نقول: إن هنالك شريحة واحدة من القلق، ولا توجد شريحة واحدة من المرضى، بالتأكيد إذا جاز التعبير، فلكل إنسان ما يناسبه، وخيارات العلاج هي تترك للطبيب حسب الحالة، لذا الطب النفسي هو دائماً طب يقوم على التواصل، على أن يرى الطبيب مريضه من فترةٍ لأخرى، أن يكون هنالك نوع من الحوار العلاجي، ومن خلال ذلك يستطيع الطبيب أن يثبت ويتخير الدواء المناسب، وفي حالاتٍ كثيرة أنا -على سبيل المثال- دائماً أعطي الفلونكسول مع الزيروكسات أو السبراليكس أو الفافرين، لأني وجدت ذلك مفيداً جداً وفعالاً جداً، وبالرغم أني لست ميالاً لمجموعة البنزودايزبينات ولكن إذا كان المريض في حالة قلق وهرع شديد، فربما أعطي حتى الزاناكس لمدة ثلاثة إلى أربعة أيام، وهذا أيضاً يُساعد الكثير من الناس.

هذا هو الوضع بالنسبة لهذه الأدوية، وأود أن أضيف أن البوسبار أيضاً دواء جيد لعلاج القلق، وهذا الدواء يعتبر هو الدواء الوحيد المرخص فقط لعلاج القلق وليس لأي شيءٍ آخر، ولكن يُعاب عليه كملاحظة عامة أنه بطيء، ويتطلب الكثير من الصبر والوقت.

أسأل الله لك التوفيق والسداد .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً