الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طمأنينة النفس في رحاب الطاعة والذِّكر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شابَّةٌ أبلغ من العمر 15 سنة، وتمر عائلتي بمشاكل، وأنا مثابرةٌ على الصلاة والصوم وقراءة القران الكريم، غير أني أحس بأني لا زلت بعيدةً عن الله، فأنا أريد أن أحس به متغلغلاً في كياني وروحي، وأريد أن أشعر بأنه يلازمني في كل شيءٍ أقوم به، فكيف أحقق ذلك؟ ساعدوني فأنا أحس باضطرابٍ نفسي؟!
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حسنة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فإن طمأنينة النفس لا تُنال إلا في رحاب الطاعة والذكر؛ قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28]، وقد أسعدتني مثابرتك على الصلاة وقراءتك للقرآن وحرصك على الصوم، وأن هذه الطاعات سوف توصلك إلى ما تريدينه من القرب والحبِّ لله الذي يقول عن نفسه فيما رواه عنه رسولنا صلى الله عليه وسلم: (وما يزال عبدي يتقرب إلي بالنوافل حتى أحبه، فإذا أحببته كنت سمعه الذي يسمع به وبصره الذي يبصر به) وهو سبحانه يدافع عن الذين آمنوا ويعلن حربه على من عادى أولياءه.

فهنيئاً بما أنتِ عليه من الطاعات، ومرحباً بك في موقعك ونسأل الله أن يرفعك عالي الدرجات، وأن يرزقنا وإياك الثبات حتى الممات.

ولا يخفى عليكِ أن الحياة لا تخلو من الأكدار والأقدار، ولم يرضها رب العزة والجلال وطناً لأوليائه، وهي دارٌ متى أضحكت يوماً أبكت غداً، تتقلب بأهلها وتمكر بمن يركن إليها، وليس في الدنيا ما يستحق أن يغتم الإنسان ويحزن لأجله، فأشغلي نفسك بالمفيد، واعلمي أن من أطاع الله هو السعيد، كما أرجو أن تحصري مشاكل المنزل في إطارها الزماني والمكاني، ولا تتركي للأحزان والمشاكل فرصة التمدد في عمرك وحياتك، وشجعي أهل البيت على الطاعة والذكر حتى يخرج الشيطان من البيت لأن هَمَّ الشيطان أن يُحزن أهل الإيمان، وأن يغرس العداوة البغضاء بين الأهل والإخوان، ومما يخفِّف عليك الضغوط والمشاكل ما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب المضطَّر إذا دعاه.

2- تذكُّر الأيام الجميلة والمواقف النبيلة.

3- الحرص على إصلاح ذات البين وذلك بأن تقولي خيراً وتتمني خيراً.

4- الاقتراب من أهل المنزل وإسداء النصح لهم، مع ضرورة البداية بذكر محاسنهم.

5- إعطاءُ كل واحدٍ منهم حقه من الاحترام والتقدير.

6- تذكُّر مصائب ومشاكل الآخرين لأن ذلك يهوِّن مشاكلنا.

7- كثرة الاستغفار والصلاة والسلام على رسولنا المختار، ومصادقة بنات الأخيار.

8- تقوى الله في السر والعلن، والمداومة على ذكره وشكره وحسن عبادته.

9- الرضا بقضاء الله وقدره، واليقين بأنه لن يحدث في كونه إلا ما أراده.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً