الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يصح استعمال السيبراليكس أكثر من سنة؟

السؤال

أعاني منذ فترة طويلة من أعراض القلق، وقد وصفت لي الطبيبة سيبراليكس، تحسنت كثيراً عليه، وأنا أستعمله منذ سنة تقريباً وبجرعة 20 جراما، وعندما بدأت بتخفيف الجرعة عادت لي نفس الأعراض.

وسؤالي الآن: هل يصح استعمال هذا الدواء لأكثر من سنة وبهذه الجرعة؟ وما هي أضرار استعماله لمدة طويلة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نادية حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

نعم الدراسات تشير أنه لا مانع مطلقاً في أن يستعمل هذا الدواء لأكثر من سنة أو سنتين أو حتى ثلاث سنين، فهو دواء سليم وفعّال، ولكن الأمر المهم جدّاً هو أن يلجأ الإنسان للوسائل العلاجية الأخرى غير الوسائل الدوائية؛ لأن اللجوء للوسائل الغير الدوائية يجعل الإنسان لا يعتمد على الدواء كثيراً لمدة طويلة، ومن أهم الوسائل التي تساعد في علاج القلق هو أن يعبر الإنسان عن نفسه وعن ما بداخله، فيجب أن يكون الإنسان حسن التعبير، ويجب ألا يترك الأشياء البسيطة تتراكم؛ لأن هذا التراكم يؤدي إلى احتقان داخلي الذي يؤدي إلى توليد القلق النفسي؛ وهذا يعتبر أولاً.

ثانياً: ممارسة التمارين الرياضية – أياً كانت أنواع هذه التمارين – فهي مفيدة جدّاً، وفعّالة جدّاً لعلاج القلق.

ثالثاً: ممارسة تمارين الاسترخاء، وهي بحمد الله متوفرة جدّاً في العيادات النفسية، وكذلك توجد أشرطة وكتيبات متوفرة في المكتبات يستطيع الإنسان من خلال هذه الكتب والأشرطة أن يطبق هذه التمارين ويجعلها منهجاً لحياته.

رابعاً: أن يكون الإنسان حسناً في إدارة وقته، خاصة ينظم وقت راحته ووقت نومه، والترفيه عن الذات، وأعمال المنزل، والحقوق الزوجية، والعبادات.. هنا لا يكون أي مجال للقلق، فالقلق يأتي أحياناً لأننا نتفرغ له ونستجلبه ونستدعيه، وهذه ليست مبالغة – أختي العزيزة – فأرجو أن تلجئي لهذه الوسائل.

خامساً: أنت في هذا العمر – 42 عاماً – نسأل الله أن يطيل عمرك في أعمال الخير، فهذا العمر هو الذي يأتي فيه الاكتئاب النفسي للنساء، وما وصفته من قلق ربما يكون أيضاً جانب اكتئابي فيه، ونحن نقول في هذا السن: لا يوجد اكتئاب بدون قلق، ولا يوجد قلق بدون اكتئاب، وهذا ربما يكون أيضاً عاملاً جعل توقفك من الدواء تحسين وتشعرين بالأعراض، فإذن: استمري على الدواء على بركة الله تعالى، مع تطبيق الإرشادات الأخرى التي ذكرتها لك، وعليك بالتفكير الإيجابي، وهو مهم جدّاً، فأنت بحمد الله صاحبة خيرات، ولك بيت ولك زوج، وأسأل الله تعالى أن يكون لك ذرية، وبالطبع لديك الكثير الذي تودين القيام به، عيشي حاضرك بقوة، وعيشي مستقبلك بأمل، فهذا إن شاء الله يطرد القلق، ولا يعطي للقلق أي مجال ليسيطر على كياننا.

أسأل الله لك الشفاء والعافية.

وبالله التوفيق .

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً