الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

والدي مدخن سابق ويعاني آلاما في الصدر وتيبسا في الأصابع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

ألاحظ على والدي الذي يبلغ من العمر حوالي 56 عاماً نتيجةً لأي جهد قوي يمارسه أنه يعاني في بعض الأحيان من آلامٍ يشكو منها في منطقة الصدر جهة القلب علماً بأنه كان من المدخنين لفترةٍ طويلةٍ من حياته تتجاوز العشرين عاماً.

كما ألاحظ عليه أنه في بعض الأحيان يحصل له تيبس في أطراف إحدى يديه تشمل أصبعين أو ثلاثة ولا يستطيع تحريكها لدقائق معدودة ثم تعود الأصابع لحركتها العادية، واستغربت هذا العارض وأقلقني جداً على صحة والدي، ولم أجد سوى مراسلتكم عسى أن أجد عندكم تفسيراً لهذه الأعراض، علماً بأنني ألح على والدي بالذهاب لإجراء فحصٍ للقلب ولكنه يرفض معللاً بأنه يعرف ما يعاني منه ويكتفي بالصمت ولا يطلعني على ما يشكو منه. أرجو منكم إفادتي بما يعاني منه والدي؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمار حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله تعالى لوالدك الشفاء، ولا شك أن آلام الصدر بصفةٍ عامة في مثل عمر والدك يجب أن لا يتم تجاهلها وخاصةً إذا كانت هذه الآلام مرتبطة بالجهد الذي يبذله الإنسان، وطالما أن والدك من المدخنين السابقين فلابد أن يقوم بإجراء بعض الفحوصات الأساسية مثل تخطيط القلب، وإذا كانت هنالك أي إمكانيات لإجراء فحص الجهد، وهو فحصٌ بسيط ومعروفٌ لدى أطباء القلب.

وأما بالنسبة لهذه الآلام التي تحدث في الصدر فربما تكون آلاماً عضلية أيضاً، وهنالك مسببات أخرى مثل تكوُّن الأحماض وسوء الهضم، وكلها قد تؤدي إلى هذه الآلام، ولكن في هذا العمر ومع هذا الوضع وازدياد الألم مع الجهد فلابد لوالدك أن يقوم بإجراء بعض الفحوصات الأساسية جداً والتي أصبحت سهلة ومتيسرة في هذا الوقت.

وأما التيبس الذي يحدث في أطراف إحدى يديه فهو ظاهرة لابد أن يتم استكشافها بصورةٍ أفضل، وعلى سبيل المثال لابد أن نلاحظ هل هنالك أي نوعٍ من التغير في لون الأصبعين؟ وهل هنالك آلام؟ فكل هذه الأمور مهمة جداً.

وربما يكون الأمر متعلقاً بالأربطة، وربما يكون متعلقاً بالدورة الدموية أو بالأعصاب الطرفية، ولكنه بكل تأكيد غير ناتجٍ عن مرضٍ في الجهاز العصبي المركزي فأنا لا أتوقع ذلك، وعموماً فالذي أود أن أقوله هو أن تحاول مع الوالد مرة أخرى، وأنت لا تحتاج أن تقول له أن لديك علة في القلب أو خلافه ولكن خذه إلى الطبيب، حتى إلى طبيب الأمراض الباطنية، ويستطيع طبيب الأمراض الباطنية أن يقوم بإجراء فحوصاتٍ عامة له، ومنها التأكد من حالة القلب، وكذلك فيما يخص الأصبعين، وأنا على ثقة كاملة أنه بالتودد له ومحاولة بره والتحدث معه بأن هذه الفحوصات تعتبر فحوصات روتينية، وأن الناس لابد أن تقوم بفحص ضغط الدم والسكر ووظائف الكبد ووظائف الكلى وأن هذه تعتبر فحوصات عامة جداً يقوم الكثير من الناس بإجرائها كل ستة أشهر.

إذن؛ فالوسيلة الوحيدة هي أن تحاول وأن تكرر المحاولة وأن تقنعه أن يذهب إلى الطبيب، وإذا كان لديكم أحد من أقربائكم من الأطباء أو من معارفكم يمكن أن تشرح له الحالة، وربما يتكرم هذا الأخ الطبيب بزيارته أو مقابلته، وعندها يستطيع الطبيب أن يُجري معه حواراً يقنعه في نهاية الأمر بإجراء هذه الفحوصات؛ فهذه كلها من الوسائل التي أرى أنها سوف تقنعه إن شاء الله، وأسأل الله له العافية، وجزاك الله خيراً على اهتمامك بوالدك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً