الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الآثار الجانبية لبعض أدوية الأمراض النفسية

السؤال

السلام عليكم.
حالتي حسب تشخيص الأطباء الرهاب الاجتماعي، وقد جربت أكثر من دواء ومنها الزيروكسات والسيبرالكس ولسترال وآخرها إيفكسر، وعند استخدامي لهذه الأدوية أتعب تعباً شديداً ولا أستطيع تحمل آثارها الجانبية وأصبح مكتئباً اكتئاباً شديداً عند البدء في العلاج، وتأتيني دوخة وثقل في الفكين ولا أستطيع الذهاب للعمل، فأوقف العلاج، ولم أكمل في أي دواء أسبوعاً بأكمله وأريد علاجاً لحالتي غير هذه الأدويه المتعبة.

علماً أنني أقهر الرهاب الذي يأتيني وكذلك الخوف بدون أدوية، ولكن أريد أن أتخلص نهائياً من هذه الحالة، وكانت آخر مقابلة مع الدكتور طارق الحبيب ووصف لي إيفكسر وتوقفت عنه من مدة، وكانت الجرعة 75 ملجراماً.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مبارك حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فأتفق معك أن بعض الناس لا يتحمل الآثار الجانبية للأدوية، وأعتقد أن هناك عامل نفسي قوي جداً في مثل هذه الحالات، وعموماً يمكن للإنسان أن يبدأ الأدوية بجرعةٍ صغيرة جداً وتكون البدايات بطيئة جداً، ويمكن أيضاً أن يتخير الإنسان الأدوية التي هي أقل آثار سلبية، وهناك عدة طرق للتخلص أو للتقليل من الآثار الجانبية.

وقد سعدت جداً بأنك تطبق العلاج السلوكي، وأنك تقاوم هذه المخاوف، وهذا في حد ذاته يساعد بدرجةٍ كبيرة في علاج الرهاب الاجتماعي، فعليك بالمزيد من المواجهة، والمزيد من التحقير لفكرة المخاوف، وعليك أن تقلل من القلق الاجتماعي، حيث أن الكثير من الذين يعانون من الرهاب الاجتماعي يعتقدون أنهم تحت الرصد أو المراقبة من قبل الآخرين أو أنهم سوف يفقدون السيطرة على الموقف أو أنهم سوف يفشلون أو يسقطون أمام الآخرين، فهذه المشاعر ليست مشاعر حقيقية، فأرجو أن تعمل في هذا الجانب بأن تتخلص منها؛ لأن ذلك قطعاً سوف يحسن من مواجهتك للرهاب والتخلص منه.

نرجع مرة أخرى لموضوع الأدوية، وأود أن أقترح لك دواء ممتازاً ومجرباً ومعروفاً وقليل الآثار الجانبية، وهذا العقار هو ماكلوبمايد أو ما يُعرف باسم إيوركس، وقد أثبتت التجارب أنه فعال جداً لعلاج الرهاب الاجتماعي، كما أنه لا يؤدي إلى أي نوعٍ من التخدير أو المشاعر السلبية مثل الدوخة والثقل في الجسم، وأعتقد أنه من الأفضل أن تجرب هذا الدواء، والجرعة العلاجية لهذا الدواء هي 150 مليجراماً ثلاث مرات في اليوم، ولكن أودك أن تبدأ بحبة واحدة فقط 150 مليجراماً في اليوم، وبعد ثلاثة أيام ابدأ في تناول حبة صباحاً ومساء، ثم بعد أسبوع من ذلك اجعل الجرعة حبة ثلاث مرات في اليوم.

فهذا في رأيي لن يجعلك عرضة لأي آثار جانبية سلبية من هذا الدواء، وبعد أن تصل إلى هذه الجرعة العلاجية وهي 150 مليجراماً ثلاث مرات في اليوم، استمر عليها لمدة ستة أشهر ثم خفضها بمعدل حبة واحدة كل شهر حتى تتوقف عن تناول الدواء تماماً.

وأعتقد أن ذلك سوف يكون حلاً جيداً وسليماً بشرط أن تقلل من جانب المخاوف النفسية فيما يخص الآثار الجانبية للأدوية، وليكن لديك شيء من اليقين والطمأنينة أن في هذه المرة لن تحدث لك هذه الآثار الجانبية.

وبما أنك قد قابلت الأخ الدكتور طارق الحبيب فهو طبيب مقتدر جداً، ولا أعتقد أنه سوف يمانع مطلقاً في أن تستبدل الإيفكسر بالمكلوبمايد.

أسأل الله لك الشفاء والعافية والمعافاة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً