الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

علاج الاكتئاب الدوائي وإمكانية التحسن مع تقدم السن

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
هل يتلاشى الاكتئاب مع التقدم بالعمر، فقد بدأ عندي في ال 39 والآن وبعد سنة أراه يشتد أكثر من ذي قبل، مع أنني أعلم بأن شدته تقل مع التقدم بالعمر، كما أنني لا أزال أتناول الدواء؟
كما أرجو الإفادة عن عقار الزانكس هل استخدامه لمدة شهر وبفترات متباعدة يؤدي إلى الإدمان؟ علمأ بأنني تناولته منذ خمسة أشهر لمدة شهر مع اللوديوميل وارتحت عليه كثيراً والآن الاكتئاب على أشده، فهل أستطيع معادوة تناول الزانكس أو البرازولام لمدة شهر حالياً؟
ولكم جزيل الشكر والامتنان.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مي حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
يكثر بالطبع الاكتئاب عند النساء حول سن الأربعين، ويعرف أن نسبة الاكتئاب ما بين النساء والرجال هي اثنان إلى واحد، أي أن النساء أكثر إصابة بالاكتئاب خاصةً الاكتئاب أحادي القطبية، أي الاكتئاب الذي لا تكون معه أي انشراحات أو ارتفاع في المزاج.

وحقيقة يلاحظ أن بعد سن الخمسين أو الخمسة والخمسين، وفي هذا العمر بالطبع تكون التغيرات الهرمونية قد انتهت لدى المرأة، يلاحظ أن الاكتئاب يبدأ في الانحسار لدرجة كبيرة، هذه حقيقة نلاحظها، وحقيقة انحسار الاكتئاب أو قلته أو اختفائه مع العمر تعتمد أيضاً على الظروف الحياتية، مع درجة التهيؤ والتواؤم، والدرجة التي يأهل بها الإنسان نفسه، بعض الناس حين يتقدم به العمر يرى أن دوره في الحياة بدأ يتقلص، وأنه لا حاجة له بين الناس، الناس يأتيهم هذا الشعور الداخلي، وهذا بالطبع قد يزيد من الإحباط والاكتئاب، ولذا نحن دائماً نوصي بالفعالية، أن يكون الإنسان فعالاً حسب المرحلة الحياتية، ينتقل الإنسان من نشاط إلى آخر.

عموماً أتفق معك تماماً أن الاكتئاب يختفي أو يقل إن شاء الله مع تقدم العمر، وأرجو أن لا تنزعجي أنت فيما وصفتيه بأن الاكتئاب أصبح يشتد الآن، فأنت لا زلت في العمر الذي قد يحدث فيه الاكتئاب، ولكن أختي الفاضلة لا أود أن تنظري إلى ذلك أيضاً بسلبية، عليك التفاؤل، عليك التفكير الإيجابي، عليك أن تكوني أكثر دافعية، وهذا إن شاء الله يجعلك تتغلبي على جزئيات كبيرة من الاكتئاب، لا تستسلمي له مطلقاً، فنحن نقول أن الاكتئاب يجب أن يهزم ويمكن أن يهزم بإذن الله تعالى.

بالنسبة للعلاج الدوائي، حقيقة الزاناكس هو علاج جيد وطيب لعلاج القلق، كما أنه يساعد بعض الشيء في علاج القلق الاكتئابي، وأتصور أنه ربما يكون لديك جانب كبير من القلق، لذا أصبحت تشعرين بالارتياح مع الزاناكس، حقيقة أن لا أود أن أكون مبالغاً، ولابد أن أنتهج المنهج العلمي، الزاناكس قد يؤدي إلى الإدمان، ولا أقول أن فترة شهر سوف تؤدي إلى الإدمان، لا، هنالك من يقول أن الإدمان يحدث بعد ستة أسابيع، بعد ثمانية أسابيع من الاستعمال المتواصل، وأنت تكون الجرعة اثنين مليجرام أو أكثر في اليوم، مع أن هنالك تفاوتات بين الناس.

فلا مانع أختي الفاضلة أن تتناولي الزاناكس بجرعة صغيرة ولمدة قصيرة، ولكن أرجو مخلصاً أن لا ترجعي كل التحسن الذي يأتيك من الزاناكس؛ لأن ذلك سوف يجعلك أكثر ارتباطاً والتصاقاً به.

التحسن إن شاء الله يأتي من فعاليتك، من تفكيرك الإيجابي، من إصرارك على التحسن، وكذلك من تناول الدواء المضاد للاكتئاب وهو اللودميل، واللودميل من الأدوية الجيدة حقيقة، والذي أود أن تحرصي عليه هو أن تتناولي الجرعة الصحيحة، والتي يجب أن لا تقل عن 50 مليجرام في اليوم، وربما تكون المائة مليجرام هي الجرعة الأنسب والأفضل.
أسأل الله لك التوفيق والسداد والعافية والشفاء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً