الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحب قبل الزواج ومدى نجاح العلاقة التي تبنى عليه

السؤال

أحببت إحدى معارفي وصارحتها بحبي وفوجئت أنها تقابلني بنفس المشاعر ولكنها ما زالت طالبة! أردت التقدم لخطبتها ولكن أهلها رافضون فكرة الخطوبة أثناء الدراسة، فما حكم الدين في هذا الحب أصلاً؟ وهل ستكون حياتنا بعد الزواج مستقرة؟

أريد الإفادة أعانكم الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

فإن حياتكم سوف تكون بحول الله وقوته مستقرة إذا راعيتم الضوابط والآداب الشرعية وحرصتم على طاعة رب البرية، ونحن نتمنى أن تقدموا العقول وتؤخروا العواطف فإنها كالعواصف، ومرحباً بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون للشباب الفلاح والهداية.

وأرجو أن أعلن لك عن تحفظنا على كلمة (أحببتها وأحبتني) لأن هذا ما ينبغي أن يكون إلا وفق الضوابط الشرعية وبعد حصول الرابطة الزوجية، ويمكننا أن نسمى ما قبل ذلك ميلا أو إعجابا وهو قابل للتغير والتبدل وقد لا يكون عميقاً لكن مجرد مؤشر ومنطلق للتفكير في طرق الأبواب وبناء حياة زوجية على هدى السنة وأنوار الكتاب.

ولست أدري هل أسرتك وأسرتها على علم بما حصل، وذلك لأن علم الأهل وموافقتهم في غاية الأهمية، فربما كان أهلها قد أعدوا لها خاطباً وربما فكر أهلك في إعداد زوجة المستقبل لابنهم وقد يصعب عليهم القبول بغيرها، فإذا حصل الوفاق والتوافق فيمكنك الانتظار مع ضرورة الابتعاد حرصاً على مستقبلها وسعادتكم واستقرار حياتكم بعد حين، ولذلك كثرة الزيارات والمكالمات والمجاملات خصم على سعادة الأزواج والزوجات لأنها لا تخلو من المخالفات والأزمات وفيها خطورة على الشباب والبنات، وهي فترة عامرة بالخديعة والمجاملات وإظهار الحسنات والمبالغة في إخفاء السيئات، وربما زهد أحد الطرفين في الاستمرار فيحصل الحرج والندم والانهيار.

وهذه وصيتي لكما بتقوى الله، ورعاية أحكام شرعه مع ضرورة بناء هذه العلاقة على أسس واضحة تحت سمع وبصر الأهل فإن تعذر هذا فلابد من الابتعاد وتفادي مواطن وجود الطرف الآخر قبل أن تفقدوا قلوبكم وتعيشوا في بؤسٍ وحرمان، وهذا ما لا نرضاه لشباب المسجد والقرآن والحياء والإيمان، وأرجو أن ترفعوا أكف الضراعة لمالك الأكوان.

وأرجو أن تعمروا قلوبكم بمحبة الرحيم الرحمن، ونسأل الله أن يقدر لكم الخير وأن يرزقكم السعادة والاطمئنان.

وبالله التوفيق والسداد


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً