الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التعرف على شاب عن طريق إحدى الصديقات.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لي صديقةٌ كانت من أعز أصدقائي، ودائماً أتذكرها فهي في بالي يوماً بيوم، والمشكلة أني كنت أحبها كثيراً وتعلقت بها ولكن الزمن والظروف جعلت علاقتنا جافة، فلقد كنت أكلمها من فترةٍ إلى أخرى وأما هي فلا تكلمني إلا في المناسبات أو إذا احتاجت لشيء.

ولقد حصل بيني وبينها أمرٌ ما؛ فهي تريدني لأحدٍ من أقاربها فحاولت أن تقرب بيني وبينه بالكلام معه، مع العلم بأنها تريدني له وليس مجرد التسلية، ولقد تكلمت معه مراتٍ كثيرة - وأعترف بأني أخطأت في هذا الشيء - والمهم أنني تركته لأنه يُغضب الله في أمورٍ كتركه للصلاة وجلب عددٍ من المشاكل لوالديه، مع العلم بأن صديقتي تريدني له كي أحاول التأثير عليه ليصلي وكي أحاول أن أجعله إنساناً آخر، ولكني لا أرى أنه يُقدرني، ولقد ابتعدت عنه وتبت إلى الله - ولله الحمد - والآن أنا مرتاحةٌ جداً ولكن هناك أمر يضايقني وهو أن هذه الصديقة عندما تتصل بي تحاول أن تذكرني به مع أني - وبصراحةٍ - لا أحب أن أسمع شيئاً عنه، وأقول لها: ما دخلي بالكلام الذي تقولينه عنه؟ فتسكت.

والسؤال الأهم من هذا هو أني أفكر في بعض الأحيان بالابتعاد عنها كي لا أتذكر هذا الشيء؛ لأني عندما أتذكر ذلك الشخص وأني كنت أتحدث معه يُجن جنوني، مع العلم بأني فتاةٌ أخاف الله ولكن كان الهدف من تحدثي معه هدايته ولكنه لم يستجب لي؛ الأمر الذي جعلني أتركه، ويعلم الله أنه كان همي أن يصلي ويكون كما يريده الله ولكنه لم يقدر هذا الشيء فتركته، وأنا الآن بكامل راحتي ولله الحمد. فهل تركي لتلك الصديقة يُعد قطيعة ولا يرضى الله بذلك، أم أظل أتكلم معها من فترةٍ لأخرى؟ مع العلم بأني كنت من أعز أصدقائها لسنواتٍ ولكن تغير الحال وأصبحت علاقتنا جافة، فأنا أتكلم معها بكل صراحةٍ وبطبيعتي ولكني أحس بأنها سطحية معي كأيِّ فتاة، فكيف أتصرف معها ومع الناس الآخرين فأنا لا أريد أن أربي الحقد بداخلي وأريد أن أسامح أي إنسان؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سندس حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن إبقاء شعرة العلاقة أفضل من قطعها نهائياً، ولا تبخلي عليها بنصحك، واعلمي أن المؤمنة التي تُخالط أخواتها وتصبر على أذاهنَّ خير من التي لا تصبر ولا تخالط، والإنسان لابد أن يدفع ثمن وجوده في جماعةٍ لأنه سوف يُقابل من الناس أصنافاً وألواناً، وإذا أصلحت المسلمة ما بينها وبين الله أصلح الله ما بينها وبين الناس، ولا بأس من أن تقولي: اللهم حببني إلى عبادك وحبِّب إلي الصالحات منهن.

ولقد أسعدتني شجاعتك في قطع تلك العلاقة التي كانت في الخفاء، وأفرحتني توبتك إلى الله، واحمدي الله الذي أنقذك من الشر وحفظك من الشرور.

وأرجو أن تقبلي نصحي لك ولأي فتاة تخاف الله بضرورة الابتعاد عن الشباب لأن فيهم ذئاب، وإذا طرق صاحب الدين والأخلاق فلا تترددي في القبول، واعلمي أن الشاب الذي يجد الفتاة رخيصةً في قارعة الطريق أو في كافتيريا الجامعات فسوف يتركها ويحتقرها حتى لو حصل بينهما رباطٌ شرعي، ومن هنا تتجلى عظمة هذا الدين الذي أكرم المرأة فأرادها مطلوبة عزيزة يبذل من أجلها كرام الرجال الأموال ويطرقوا الأبواب، فأبت بعض الغافلات إلاَّ الركض خلف الرجال فهربوا منها وهضموها حقها ورماها الأشقياء كالعلكة بعد أن سلبوها أغلى ما تملك، والسعيدة من وُعِظَت بغيرها، وكم أنا سعيدٌ بعقلك ووعيك، وأتمنى أن تنتبه كلُّ فتاةٍ قبل فوات الأوان.

وهذه وصيتي لكِ بتقوى الله، ونسأل أن يوفقك ويسدد خطاك، وأن يلهمك رشدك ويرزقك طاعة مولاك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً