الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

دور الوسواس في الكسل والخمول وكثرة النوم

السؤال

السلام عليكم.

إخواني في الشبكة الإسلامية، لكم مني تحياتي، وبارك الله فيكم، وزادكم علماً.

أنا أخوكم الفقير، أعاني منذ ما يقارب 3 سنوات من هذه الأفكار والتي لم أكن أعرف ما هي، وما سببها في أول الأمر إلى أن قرأت عنها في بعض المواقع.

أنا فتىً ملتزم والحمد لله، ومن عائلة ملتزمة، مررت في بداية فترة البلوغ بضعف في إيماني بعد أن كنت محافظاً على عبادتي وصلاتي، واقترفت الذنوب وأخطأت وتبت بعد ذلك والحمد لله، وأعتقد بعد هذه الفترة والتي قصرت أيضاً فيها بدراستي في فترة الثانوية جاءني هذا المرض أو اشتد علي والله أعلم ... وما زلت أعاني منه لليوم، إلى أن أدركت حقيقته فأنا كنت أعاني من وساوس دينية ووساوس تتعلق بالطهارة، وهناك أفكار تأتيني في الصلاة وتؤثر على خشوعي رغم مقاومتي لها، غير ما كنت أعاني منه من وساوس الترتيب وبناء أشياء على أشياء أخرى، وغالباً ما تشتد هذه الأفكار عند دخولي الحمام ...
وفي الوقت الحالي وبفضل الله قلت وخفت هذه الأفكار والوساوس، لكني ما زالت تأتيني ولو بنسبة أقل وخاصة وساوس دينية.
وأيضاً: دائماً ما يحاول هذا الوسواس أن يشعرني بضعف شخصيتي وأن من حولي أفضل مني، وأنا لا أملك شخصية قوية، فدائماً ما أبتعد عن تكوين الصداقات؛ لأني أشعر بأنهم في بادئ الأمر يحترمونني ثم لضعف شخصيتي وخجلي الزائد من غيري يقل احترامهم وحبهم لي، مع أني وفي وقتٍ قليل من الأيام أشعر بقوة شخصيتي وحبي لأن أصبح اجتماعياً مع من حولي، ولكن هذا الشعور الذي يأتي قليلاً والذي ألاحظ فيه اختفاء الوسواس القهري سرعان ما يذهب بعد أيام قليلة، وأرجع إلى حالي، لا أحسن التصرف، وأشعر بأنني وإن كونت صداقات فإن من حولي لن يحبونني، أو أن أكون قدوة وناصحاً لهم، فأرجو نصيحتكم!
وما علاقة هذه بالوساوس القهرية أم لا علاقة لها بذلك؟ وكيف أستطيع أن أحسن التصرف والكلام مع من حولي من أهلي وأصدقائي الذين هم دائماً حولي؟ لأن كل مسلم يريد أن يكون خادماً للإسلام والمسلمين، وأن يكون داعياً للخير آمراً بالمعروف، وأن يكون مسلما قدوة لغيره حتى يؤدي الأمانة في هذه الدنيا الفانية.
أرجو أن تدلوني عل أفضل علاج دوائي وسلوكي، فأنا قرأت بعض الاستشارات وأريد ما يناسب حالتي، وإلى متى أستمر عليه؟ وهل له تأثير جانبي؟ وكيف يأخذه الشخص في وقت الصوم في رمضان؟

فأنا أشعر بأن هذه الأفكار تخف في بعض الأوقات وأوقات تكون قوية، ولكن كما أخبرتكم فهي أخف وأقل من الماضي والحمد لله.....

أريد أن أعرف إن كان للوسواس دور في الكسل والخمول وكثرة النوم أم لا؟
أرجو أن تدلوني على طبيب عالم ومتخصص هنا في دمشق، أو على أي مركز نفسي لأني لا أعرف.
وبارك الله فيكم وزادكم علماً.
والحمد لله أولاً وآخراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،
نسأل الله تعالى أن يقوي من إيمانك.
حقيقةً: الوساوس القهرية ذات الطابع الديني تكثر بين بعض شباب المسلمين، وهذا إن شاء الله من صميم الإيمان.
أنت الحمد لله بدأت تمارس العلاجات السلوكية، والتي تقوم على مبادئ عامة وبسيطة، أهمها: تحقير فكرة الوساوس، ومجاهدة النفس بعدم اتباعها، واستبدال الفكرة الوسواسية بفكرة مضادة لها، وفي حالة وساوس الوضوء والطهارة يجب أن يحدد الإنسان كمية الماء الذي سوف يتوضأ به، وأن يكون هذا الماء في إناء وليس ماء الصنبور، كما أن تحديد الوقت الذي سوف يستغرقه الإنسان في الغسل يعتبر ضرورياً جداً مع إلزام النفس بعدم تجاوزه.

أيها الأخ الفاضل، الشعور بالسلبية والخجل، وما وصفته بضعف الشخصية هو ناتج من حالة اكتئابية بسيطة أصابتك؛ حيث أن العلاقة بين الوساوس القهرية والاكتئاب النفسي هي موثقة ومعروفة، وإن شاء الله سوف تفيدك الأدوية المضادة للوساوس والاكتئاب، والدواء المناسب في حالتك هو العقار الذي يُعرف باسم (بروزاك) أرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة كبسولة واحدة في اليوم (20 ملغم) ويمكنك أن تتناوله صباحاً أو مساء، ويفضل تناوله بعد الطعام، وبعد شهر من بداية هذه الجرعة أرجو أن ترفع الدواء إلى كبسولتين في اليوم، وتستمر على ذلك لمدة 3 أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى كبسولة واحدة في اليوم لمدة 3 أشهر أيضاً.
هذا الدواء يمكن تناوله بعد الإفطار في رمضان، وهو قليل الآثار الجانبية جداً.
الكسل والخمول الذي أصابك وكذلك كثرة النوم هو ناتج عن الاكتئاب الثانوي البسيط المصاحب للوساوس القهرية، وسوف يُفيدك عقار (بروزاك)في ذلك كثيراً بإذن الله.
كما أرجو يا أخي أن تمارس الرياضة؛ حيث إنها مفيدة جداً في هذا السياق، ولابد لك أيها الأخ الفاضل أن تسعى دائماً لعلو الهمة؛ لأن ذلك من الدوافع الأساسية لخدمة الإسلام والمسلمين، والتي أنت تصبو إليها، فجزاك الله خيراً على ذلك.
بالنسبة للأطباء في دمشق، يمكنك الاستعانة بأي من أطباء قسم الطب النفسي بكلية الطب بجامعة دمشق.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً