الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نوبات الخوف رغم تناول عقار بروزاك

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنني أتناول عقار البروزاك منذ مدة طويلة، أي ست سنوات تقريباً، والحمد لله أن الوضع تحسن بصورة ملحوظة، وفي بعض المرات ينتابني بعض الخوف والتردد وخاصة من الأمور التي لم أمارسها منذ فترة طويلة أو الأمور التي لم أحسب لها من قبل أي لم أكن مستعدا كما ينبغي.

ومنذ أسبوع كنت في المسجد في الصف الأول وعندما لم يأت الإمام كنت متوقعا أن أتقدم المصلين للإمامة، وفي تلك اللحظة أحسست بخوف وكذلك سرعة في نبضات القلب، وبعدها تقدم أحد الموجودين، ولم أكن راضيا عن نفسي، مع أنني قبل عشر سنوات كنت إماماً لبعض المساجد لمدة ثلاث سنوات، وكانت البداية صعبة جداً ثم بعد ذلك كان الأمر أكثر من طبيعي، فما هي نصيحتكم لي؟!

أسأل الله العلي العظيم أن يجعل ذلك في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعيد حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
فأنت والحمد لله تسير من حسن إلى أحسن، والأعراض النفسية البسيطة ربما تظل مع الإنسان أو تنتابه من وقت إلى آخر، ويعرف عن الإنسان الذي أصابته حالة نفسية في السابق أنه يكون أكثر حساسية ولصيق الرقابة لكل ما قد يطرأ أو يحدث له من أعراض لا يعيرها الشخص العادي أي اهتمام، فهذا هو التفسير لما يحدث لك من تردد وخوف في بعض الحالات، وهذا الخوف والتردد يأتي تحت نطاق القلق البسيط.

وأما الحالة التي انتابتك وأنت في المسجد فهي نوبة من نوبات الهرع، وهو -أيضاً- نوع من القلق لكنه شديد نسبيا، ونصيحتي لك هو أن تتذكر دائماً أنك قد تحسنت وأن الأعراض البسيطة يتم التخلص منها بتجاهلها، وعليك أن تكثر من تمارين الاسترخاء فهي إن شاء الله تساعد على زوال جميع أنواع القلق، وحينما يتعلق الأمر بالقيام بمهمة جديدة وحتى لا ينتابك القلق قل لنفسك ما سوف تقوم به هو في نطاق مقدرتك، حتى ولو كان أمراً جديدا.

وكما هو معروف فإن الإنسان يقوم بحوالي 30% من النشاطات الجديدة يومياً، وقد لا يلاحظ ذلك لأن التجارب الإنسانية متراكمة ومرتبطة ببعضها البعض.

وبالنسبة للعلاج الدوائي فالبروزاك هو عقار ممتاز وسليم، وأعرف أنه قد أفادك كثيراً بفضل الله تعالى، وأنصحك بأن تستمر عليه كما هو، إلا إذا انتابتك نوبة الهرع مرة أخرى فهنا يجب أن تستبدل كبسولة واحدة من البروزاك بعشرة مليجرام من السبراليكس، حيث أن السبراليكس يعتبر أكثر فعالية في علاج نوبات الهرع والرهاب المفاجئ.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً