الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطفل كثير الحركة واللعب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

عندي ولد يبلغ من العمر 4 سنين ولي بنت عمرها 3 سنين، الولد يا أستاذ لا يتفق مع الأولاد اللي أكبر منه ولا يلعبوا معه، وهو يأخذ العنف عند رفضهم اللعب معه! كيف أجعل ولدي اجتماعياً دون أن يشاجر ويستخدم الضرب وسيلة للعب؟
وكيف أجعله يتفق مع أخته في اللعب؟ وكيف أبعد عنه الألفاظ البذيئة؟ وكيف أعلمه حسن الاستماع والتحدث بأدب؟

ملاحظه: ( ولدي كثير الحركة واللعب ولا يتفق مع أحد، نفسه يلعب لكن ما يتقبله الأطفال، والشيء الثاني ما عنده أطفال في عمره أبداً ولا يخالط أطفال في عمره غير أخته ... وأخته بنت ميولها غير ).

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم يامن حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن كثرة الحركة علامة من علامات النبوغ، ونسأل الله أن يحفظ لكم أطفالكم، وأن يبارك فيهم، وأن يلهمكم السداد والصواب.

وأرجو أن لا تعلنوا عجزكم، ولا تظهروا الانزعاج من تصرفات هذا الطفل، فإنها سوف تتغير بحول الله وقوته، ثم بدعائكم له مع ضرورة أن يأخذه والده إلى مواطن الخير، وإذا لم يستطع فيمكن أن يقوم بهذا الدور عمه أو خاله.

كما أرجو إشعاره بالاهتمام والحب والتقدير، واحرصوا على أن تعدلوا بينه وبين أخته في التعامل مع ضرورة الثناء عليه في كل يوم يكون فيه هادئا، ونحن نتمنى أن تعطوه مساحة من الحرية، وأن تقللوا من الأوامر والقيود على حركته، فإن ذلك يجعله يفرغ ما عنده من الطاقات، وإذا لم يلعب معه الأطفال فشاركوه في اللعب ووجهي طاقته إلى الألعاب المفيدة التي تنمي عنده القدرة على التركيز والترتيب وحاولوا تدريسه السور القصيرة، واستخدموا أساليب التشجيع وسوف تكون الثمار طيبة.

وليس هناك داع للانزعاج فهذه الأشياء طبيعية، ومن الأفضل أن ينتهي من هذه المرحلة تحت أعينكم، وقبل سن الدخول للمدرسة، ولا بأس من إشراكه في روضة للأطفال، والحرص على زيارته والتنسيق مع المدرسين.

وهذه وصيتي لكم بتقوى الله، ثم بكثرة الدعاء له ولأخته، وأرجو أن يسمعوا منكم الخير، ويشاهدوا عندكم الخير، وسوف تكون النتائج طيبة، فإن أول ما نبدأ به من تأديب أبنائنا، إنما يكون بتأديبنا لأنفسنا فإن أعينهم معقودة بأعيننا، فالحسن عندهم ما استحسناه والقبيح ما استقبحناه.

ونسأل الله أن يجعل الصلاح ميراثاً في ذرياتنا وذرياتكم إلى يوم الدين.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً