الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيفية شكر النعم، والتحذير من عواقب وأضرار الزنا

السؤال

صديقي في مرحلة الشباب، ويتمتع بقدر من الوسامة والأناقة، وهو دائم التعرف على البنات والخروج معهن، ولأنه يجيد فن الكلام؛ فإنه يجذبهن ويضحك عليهن حتى يفترسهن، ويفعل معهن المعاصي، وهو الآن نادم، ولا يستطيع التوقف، فقد أصبحت له عادة. فكيف يمكنه التوقف والتوبة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رامى حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الإنسان إذا أعطاه الله جمالاً ولباقة فينبغي أن يحمد الله، ويقابل نعمه بالشكر، وبذلك ينال المزيد من الخير، ومن الشكر العمل بطاعة الله والبعد عن معاصيه، قال تعالى: (( اعْمَلُوا آلَ دَاوُدَ شُكْرًا ))[سبأ:13].

وبالشكر يحفظ الله النعم فلا تزول، وكان السلف يسمون الشكر (الجالب للنعم والحافظ للنقم)، وقال تعالى: (( وَإِذْ تَأَذَّنَ رَبُّكُمْ لَئِنْ شَكَرْتُمْ لَأَزِيدَنَّكُمْ وَلَئِنْ كَفَرْتُمْ إِنَّ عَذَابِي لَشَدِيدٌ ))[إبراهيم:7]. وقالت أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها: (إن أقل ما يجب على من أنعم الله عليه بنعمة أن لا يستخدم نعمه الله في معاصيه). وقال سبحانه على لسان كليمه موسى عليه السلام: (( قَالَ رَبِّ بِمَا أَنْعَمْتَ عَلَيَّ فَلَنْ أَكُونَ ظَهِيرًا لِلْمُجْرِمِينَ ))[القصص:17]. وهكذا، فإن نعم الله لا تستخدم في معاصيه.

وأرجو أن يتذكر هذا الشاب أن الله سبحانه يمهل ولا يهمل، وأنه سبحانه يستر على الإنسان، فإذا لبس للمعصية لبوسها وبارز الله بالعصيان هتك ستره وخذله.

ولا يخفى على أمثالك أن الفواحش وخاصة الزنا سبب للفقر وقصر الأجل، والزنا سبب لهلاك كثير من الأمم في القديم والحديث، ولا عجب فإن الزنا من أكبر الكبائر التي جاءت مقرونة في الكتاب والسنة بالشرك بالله وقتل النفس التي حرم الله.

وهذه الفاحشة سبب للإصابة بالإيدز والأمراض الجنسية الأخرى التي تعتبر في الحقيقة غضب من الله على العصاة، لأنها إذا دخلت في جسد إنسان لا تخرج منه أبداً، بخلاف سائر الأمراض، فإن الجسم قد يشفى منها، ويكتسب منها مناعة.

وأرجو أن يتذكر صديقك أن الأعمار تمضي، وأنه محتاج للحظة صدق وحسم قبل أن تدركه الندامة ولات ساعة مندم.

ومما يعين صديقك على التوبة والثبات عليها ما يلي:

1- اللجوء إلى من يجيب المضطر إذا دعاه.

2- مراقبة الله والخوف من عقابه وانتقامه.

3- التخلص من آثار المعاصي وذكرياتها وهواتفها.

4- البحث عن رفقة صالحة.

5- البعد عن أماكن الفتيات.

6- الخوف على عرضه إذا عبث بأعراض الآخرين.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله، وتذكر كلام إبراهيم بن أدهم لمن زعم أنه لا يستطيع أن يتوب، حيث قال له: إذا أردت أن تعصي الله فلا تسكن في أرضه، فقال: أين أسكن والأرض كلها لله؟ فقال له: أما تستحي أن تعصيه وأنت تسكن أرضه؟! ثم قال: يا هذا! إذا أردت أن تأكل من رزقه فلا تعصه... وظل يذكره حتى تاب الشاب وأناب إلى ربه التواب.

ومرحباً بكم في موقعكم وبالله التوفيق.


مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً