مشكلتي بدأت منذ بضع سنوات، وهي أني أشعر بتنميل في أجزاء من جسمي حين أنام عليها ولو لمدة بسيطة، بحيث أستيقظ من الألم.

وقد زاد الوضع سوءاً مع حملي الثاني قبل ثلاث سنوات، حيث كنت أستيقظ مع شعور بخدر وألم شديد في كفي، وكنت قد اعتدت طوال عمري على النوم على جنبي مع ضم اليدين إلى رقبتي وثني الكفين نحو الداخل، فأصبحت الوضعية تسبب خدراً شديداً في كفي يبقى لبضع دقائق بعد مدهما بشكل سليم.

كنت قد عرضت ذلك على طبيبة متابعة الحمل في حينها، وأخبرتني أنه بسبب هرمونات الحمل وسيزول، وفي الحقيقة أن الوضع تحسن ولكنه لم يزل حتى الآن، وأنا حامل الآن في الشهر الثاني، وأخشى من تفاقم المشكلة مرة أخرى بحيث لا أستطيع النوم بشكل متواصل لأكثر من ساعتين أو ثلاثة.

قد يصيبني الأمر نفسه في جنبي أو رجلي، وخصوصاً إذا كان الفراش صلباً، والأمر الآخر أني قد أشعر بشد، وكأن الكهرباء تسري في يدي عند الكوع حين أثنيها بقوة، وهذا في أي وقت وليس وقت النوم فقط، فهل لدي خلل ما أم أنه أمر طبيعي وأنا أبالغ؟ علماً أني أزن 57 ك وطولي 165سم.

أشكركم مقدماً على الاهتمام واسمحوا لي على الإطالة.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم نورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

بالنسبة للتخدير والتنميل الذي تشعرينه في اليد فسببه انضغاط أحد الأعصاب المغذية لليد، ويسمى العصب الأوسط، وهذه الأعراض تسمى بمتلازمة أو تناذر النفق الرسغي، والنفق الرسغي هو عبارة عن تجويف يتواجد أمام مفصل الرسغ ما بين العظام الرسغية من الخلف ورباط النفق الرسغي من الأمام، وتمر داخل هذا النفق الأوعية الدموية والأعصاب والأوتار الخاصة بالعضلات المحركة لمفصل الرسغ، والتي تمر تحت رباط النفق الرسغي داخل الأغشية الخاصة بها,
ووظيفتة الأساسية حماية هذه الأعصاب والأوعية الدموية، وتثبيت وتسهيل الحركة الإنزلاقية للعضلات والأوتار.

العصب الأوسط يمر من خلال هذا النفق في طريقه إلى اليد ويغذي الأصابع الثلاث والنصف ما عدا الأصبع الصغير ونصف أصبع الخاتم.

تزداد أعراض هذا الضغط في الليل في وضعية معينة تكون فيها اليد منثنية أو في الحمل لزيادة احتباس الماء أو في حركات معينة، وفي كثير من الحالات يزداد التنميل ليصبح مستمرا خلال النهار إن كان الضغط شديداً، وأثناء الحمل كما قلنا فإن الأعراض تزداد وتعالج هذه الحالة في الحمل بوضع مثبت للرسغ أثناء الليل حتى لا تنثني اليد أو الرسغ، ويمكن الحصول على هذا المثبت من الصيدلية.

في حال استمرار الأعراض فقد نلجأ لأعراض كورتيزون داخل النفق بشكل حقنة داخل النفق، وفي الحالات الشديدة إن استمر بعد الولادة فقد يلجأ الجراح إلى إجراء عملية تحرير العصب من الانضغاط؛ لأن الأعراض إن استمرت فترة طويلة وأصبح هناك ضعف في اليد فقد يعني أن الأمر قد تقدم ولا تنفع فيه العملية،
وأما الكهرباء التي تحسينها من الكوع فعلى الأكثر هو كذلك انضغاط العصب الكعبري الذي يمر من خلف الكوع في أخدود خاص في الطرف الداخلي للكوع خلف بروز الكعبرة، ويمكن الإحساس بهذا الأخدود بتلمس الجزء الذي خلف البروز الداخلي للكوع، فإن ضغطت هذه المنطقة باليد لفترة ووجد أن هناك مثل التيار الكهربائي يمر إلى الجزء الداخلي من الذراع إلى الأصبع الصغير فإن العصب يكون منضغطا في هذه المنطقة، وهو يكون السبب في الأعراض التي تشتكين منها.

على كل حال فإن زيارتك لطبيب الأعصاب مفيدة للتأكد من هذه الأمور؛ حيث أن الفحص الطبي مهم جداً للتأكد من التشخيص، وكذلك قد يجري طبيب الأعصاب تخطيطاً للأعصاب لمعرفة مدى الضغط على العصب، ويقرر على ضوئها طريقة العلاج؛ لأن الضغط الشديد على العصب قد يعني اللجوء للعملية بأسرع وقت إن لم تفد فيه العلاجات الأخرى.

وبالله التوفيق.