الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الأماكن الفسيحة أو الابتعاد عن المنزل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

مشكلتي الرهاب الاجتماعي، والحالة لها تقريباً عشر سنوات.

بالأمس أحسست بشيء غريب: خوف لم أكن أشعر به من قبل لكن سمعت وقرأت عنه الكثير وهو الخوف من الأماكن الفسيحة أو الابتعاد عن المنزل أو ما يسمى (رهاب الساحة Agoraphobia ).

أحسست بهذا الإحساس وتخيلت نفسي وأنا أقود السيارة وبعيداً عن المنزل وأحسست بخوف بسيط لا أدري ما هو السبب؟ وفي نفس اليوم الذي شعرت فيه هذا الشعور ذهبت في السيارة إلى مكان بعيد لأختبر نفسي ـ والحمد لله ـ لم تكن أي مشكلة، يمكن كان فيه شعور بمغص خفيف في بداية الأمر واختفى هذا الشعور ـ والحمد لله .

أنا خائف أن يكون الأمر تطور من رهاب اجتماعي إلى رهاب الساحة، مع العلم أني لا أستخدم أدوية نفسية لأني مللت منها بسبب الأعراض الجانبية المزعجة، وأطبق العلاج السلوكي.

سؤالي: هل يتحول الرهاب الاجتماعي إلى نوع آخر من أنوع الرهاب كالخوف من الأماكن المظلمة أو الخوف من المرتفعات أو غيره من أنواع المخاوف؟ وكيف أحمي نفسي منها لأني لا أريد حالتي تتطور إلى الأسوأ يكفي الرهاب الاجتماعي هدم حياتي؟ وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو فهد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أخي بالنسبة لرهاب الساحة أو ما يعرف بـ ( Agoraphobia) هي منتشرة ومعروفة وهي في بدايتها وصفت بالخوف من الأسواق أو الأماكن التي توجد فيها التجمعات أو الخوف من الخروج والابتعاد عن أمان البيت أو فقدان الصحبة في وقت الخروج، وهذه الحالة موجودة كما ذكرت وفي كثير من الحالات تكون مرتبطة بنوع من نوبات الهلع، والكثير من الذين يعانون من رهاب الساحة يعانون أيضاً بدرجة متوسطة من الاكتئاب.

بالنسبة للعلاقة: رهاب الساحة بالرهاب الاجتماعي حقيقة لا يوجد أي ترابط حقيقي بين الاثنين، وبالنسبة للمخاوف الأخرى كالخوف من المناطق الضيقة أو الظلام هذا يعتبر من أبسط أنواع المخاوف، والذين يعانون من هذا النوع من المخاوف ربما يتطور الأمر لديهم وينتهي بالخوف الاجتماعي، أما الخوف الاجتماعي فهو لا يؤدي إلى بقية المخاوف لأنه يعتبر من أنواع قلق المخاوف الخاصة جداً.

إذن أخي الكريم أرجو أن تطمئن تماماً، إن شاء الله لن تزداد ولن تتدهور. أنا لا أريد أن أقول لك: بحدود الرهاب الاجتماعي قد بلغتَ قمة المخاوف! لا أريد أن أقول لك ذلك، لكن الذي أود أن أؤكده لك أن بقية المخاوف هي بسيطة ومحدودة وغالباً لا يتطور الرهاب الاجتماعي إلى هذا النوع من المخاوف، بل على العكس هذه المخاوف البسيطة ربما تتحول في بعض الحالات إلى نوع من الرهاب الاجتماعي.

حقيقة أنا أود أن أشجعك وأثني على جهدك في أنك مجتهد في العلاج السلوكي، والعلاج السلوكي هو من العلاجات الفاعلة والناجحة جداً، وهو يضمن تماماً أن الإنسان لن ينتكس.

أخي! عليك بالمواجهة وعليك بالاستمرار في المواجهة وعليك تحقير فكرة الرهاب الاجتماعي، وعليك أن تقتنع تماماً بأنك لست بمرصود أو مراقبا من الآخرين، وأنك لن تفشل أمامهم، ويا أخي بالطبع الرهاب الاجتماعي لا يعتبر ضعفاً في الشخصية وقلة في الإيمان هو مجرد نوع من القلق المكتسب ومثلما اكتسب يمكن أن يفقد إن شاء الله، فعليك بالاجتهاد في محاربته ومقاومته.

وحقيقة أنا لا أود أن تتخذ موقفاً سلبياً من الأدوية، العلاج السلوكي نعم هو علاج فعال وعلاج ذو نتائج باهرة جداً ولكن الأدوية أيضاً ربما تساعد الإنسان في أن يكون أكثر هدوءاً وأكثر قبولاً للعلاج السلوكي.

فلا مانع أن تتناول أي علاج مثل الاستال والايروكس أو الزيروكسات، والآن اتضح أن الإيفكسر من الأدوية الفعالة لعلاج الرهاب الاجتماعي.

أسأل الله لك التوفيق والصحة والعافية، وكل عام وأنتم بخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً