الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل يوازن (الكمدرين) بين (اللكستونين) و(الدوبامين) في الدماغ؟

السؤال

السلام عليكم..

كل عام وأنت بخير يا دكتور محمد عبد العليم .

أريد معلومات كاملة عن دواء كيمادرين (بروسيكليدين) مثل طريقة عمله، وفيما يُستخدم؟ وآثاره الجانبية؟ وهل فعلاً يوازن بين اللكستونين والدوبامين في الدماغ؟

أريد معلومات مفيدة كما هي عادتك، وجزاكم الله خيراً على ما تقدمونه للمسلمين.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو بشرى حفظه الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً -أخي- وكل عام وأنتم بخير، وأسأل الله أن يعيد علينا وعليكم هذه الأعياد بالخير والبركات.

أخي الكريم! بالنسبة للكمدرين، حقيقة الكمدرين لا يُوازن مطلقاً بين اللكستونيين والدوبامين، ولا علاقة له مطلقاً بالعمل على مستوى هذه الموصلات العصبية، فهو يعمل على مستوى مادة تعرف باسم مسكرين وهو مضاد للمسكرين، وكما ذكرت لك لا علاقة له مطلقاً بالدوبامين، وبالطبع هذا الدواء يُستعمل لعلاج أعراض الرعاش بصفةٍ عامة ولكنه ليس من الأوية المفضلة في هذا السياق، فهو يُساعد في علاج تحسن الحركة لدى مرضى الرعاش، كما أنه يُساعد في استرخاء العضلات، ويُساعد بصفةٍ خاصة في اختفاء الرجفة باليدين وبقية الجسم التي تكون مرتبطة بمرض الرعاش، ولكن استعماله الأساسي الآن هو للأعراض الرعاشية التي تنتج من تناول بعض الأدوية النفسية؛ لأن هنالك أدوية نفسية مثل (استلزين) و(هلقردول) قد تسبب نوعاً من الرجفة أو التخشب والانسداد في الجسم وبطء في الحركة، وهنا يعتبر الكمدرين هو الدواء الفعال والمضاد جداً لهذه الأعراض، وفي كثيرٍ من الحالات الطارئة نحقنه عن طريق الوريد إذا حصل انشداد في العضلات مفاجئ لبعض الذين يتناولون الأدوية السابقة الذكر.

الكمدرين بصفةٍ عامة ليس له آثار جانبية أساسية، ولكن الأثر الجانبي الوحيد والمخيف هو أنه يمكن التعود عليه، لا أقول الإدمان المطلق ولكن وُجد أنه يعطي شعوراً بالارتياح الداخلي، وهذا الارتياح الداخلي يجعل الكثير من المرضى يتساءلون عن هذا الدواء، كما أنه يؤدي إلى نوعٍ من التهدئة الزائدة نسبياً، وقد يؤدي إلى التهابات في اللثة، وبخلاف ذلك ليس له آثار جانبية، وجرعته هي من 2.5مليجرام في اليوم حتى 15مليجرام في اليوم، وكما ذكرت لك أنا لا أنصح باستعماله حقيقةً لمدةٍ طويلة أو دون الإرشاد الطبي؛ لأنه ربما يؤدي إلى التعود، ولكنه دواء ممتاز وفعال، ونستعمله كثيراً في الطوارئ حين يحصل انسداد أو تشنجات ناتجة عن الأدوية المضادة للذهان.

أخي! هذا هو الذي أود أن أذكره عن هذا الدواء، علماً بأنه توجد أدويه مشابهة له، منها عقار مشهور أيضاً يعرف باسم (آرتين) وعقار آخر يُعرف باسم (ديسيبال).

بارك الله فيك، وجزاك الله خيراً.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً