الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة نسيان الفتاة للشخص الذي أحبته مع محاولة ذلك

السؤال

أحببت شاباً قريباً لي، وهو مسافر، وأحاول أن أنساه، ولكن كلما أراه أشعر بشيء في داخلي يشدني إليه فماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ حفصة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فنسأل الله أن يجمع بينكما في الحلال، وأن يرزقك الخوف من الكبير المتعال، وأن يبعدك عن النظر إلى الرجال، وأن يحقق لك في طاعته الآمال، ومرحباً بك في موقعك، ونحن لك في مقام العم والخال، وشكراً لك على الاهتمام والسؤال.

ونحن نتمنى أن لا تكثري من التفكير في هذا الأمر، وأن لا تستعجلي، وأكثري من اللجوء إلى من بيده قلوب العباد، وأظهري لأخواته وقريباته ما عندك من خلق وأدب وحياء، ولا بأس من أن تعلني إعجابك بصلاته وصلاحه؛ لأن هذه هي المقاييس المطلوبة في الزوج المناسب، واعلمي أن وصول تلك المشاعر إليه سوف يكون له أطيب الأثر على نفسه، وإذا كان في العمات أو الخالات من تتفهم رغبتك وتستطيع أن توصلها إلى أهله بطريقتها فلا بأس من ذلك، وقد أوصلت صديقة خديجة رضي الله عنها رغبة خديجة الطاهرة إلى رسولنا الصادق الأمين فكانت مفتاحاً للخير، وفي النساء من يجيد هذا الفن، ويمكنها أن تثني على الشاب ثم تقول لماذا لم يتزوج ..... أنا عندي لكم فتاة مناسبة لا تصلح إلا له أو نحو ذلك من العبارات التي ربما تلقى على سبيل المزاح ولكنها تفتح آفاقاً للخير.

أما النظر للرجل الأجنبي وهو كل من يجوز للفتاة الزواج منه ففيه تفصيل فهو مباح إذا أمنت الفتنة وكانت هناك حاجة ولم يكن النظر على سبيل الاستمرار والتركيز، وقد نظرت عائشة إلى الحبشة وهم يلعبون، ولكن الكمال أن لا ترى الرجال ولا يرونها، وقد وصف الله نساء الجنة بأنهن قاصرات الطرف، وهذه صفة كمال في كل امرأة، أما في حالة السائلة فالنظر ممنوع؛ لأن نفسها تحركت تجاه الرجل، وليس بينهما رابطة الزوجية ولا علاقة محرمية، وقد أمر الله المؤمنات أن يغضضن من أبصارهن.

أما بالنسبة لطرق التخلص فهي الدعاء، والابتعاد عن أماكن وجوده ووجود الرجال الأجانب؛ فإن بعده عن العين بعده عن القلب.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله فإن الله سبحانه يحب المتقين ويتولى الصالحين.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً