الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر أنني لن أتفق مع هذا الخاطب، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

لقد تقدم لخطبتي مهندس قيل لي إنه خلوق وإنه يصلي، والمشكلة تكمن في أنه مسافر، والذي دلني عليه زوج أختي حيث إنهما يعملان في نفس الشركة فلم أستطع رؤيته بعد، والحقيقة أنني أشعر بأنني لن أتفق مع إنسان لا يتصف بهمة عاليةٍ في خدمة الإسلام، ولقد تربيت في بيت ملتزم، وأنا أبغض من يجاهر بالمعاصي، وهو إنسان مدخن، وتبين لي من خلال حديثي معه على الهاتف أنه ليس هو الشاب الناشئ في طاعة الله، واتضح كذلك أن عائلته غير ملتزمة بدينها، وأحياناً أقنع نفسي أنني بعون الله أستطيع أن أجعله صالحاً ونتعاون على طاعة الله، وأن يقلع عن الدخان؛ فبماذا تنصحوني؟ هل أوافق أم لا؟ وكيف سأزرع فيه تحكيم الدين في كل أمور حياته؟ وكيف سيتبين لي بأنه يتميز بالمرونة وتقبّل النصح أم لا؟

وجزاكم الله كل خيرٍ وسدّد خطاكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ آلاء حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل علا أن يثبتك على الحق، وأن يزيدك صلاحاً وهدى وتقى، وأن يرزقك زوجاً صالحاً يكون عوناً لك على طاعة الله، ويأخذ بيدك إلى الجنة.

وبخصوص وما ورد برسالتك؛ فكما لا يخفى عليك أن الحياة الزوجية شركة من أطول الشركات عمراً، ولذلك وضع لها الشارع ضوابط لابد من مراعاتها حتى تتمكن من أداء رسالتها ولا تتعرض للهزات التي قد تعصف بها لأبسط الأمور، ولذلك اشترط في الرجل الدين والخلق؛ لأنه بالدين سيؤدى دوره كخليفة في الأرض، ويكون أقدر على قيادة هذه المؤسسة الهامة، وبالخلق تدوم المحبة والمودة والرحمة ويعم التفاهم والانسجام وتؤسس الأسرة على قيم ومبادئ تجعلها أقدر على مواجهة التحديات.

ومما نص عليه الإسلام أيضاً: مسألة رؤية الطرفين لبعضهما البعض؛ لأنه كما قال الحبيب المصطفى صلى الله عليه وسلم: (فإنه أحرى أن يؤدم بينكما)؛ أي أن تدوم المودة والمحبة بينكما، ولما يترتب على ذلك قناعة كل طرف بصاحبه، فقد يكون الشخص على خلق ودين ولكنه على هيئة لا يستريح إليها الطرف الآخر، ولذا أوصي النبي صلى الله عليه وسلم بضرورة النظر، ولا يكفى أن يكون الشخص ناجحاً أو مميزاً أو حتى صالحاً؛ لأن النفس بطبيعتها تميل إلى الشكل الحسن وترغب في الجمال وإن كان ذلك بنسب متفاوتة.

وكون الأخ المتقدم إليك لم يرك ولم تريه ولا يحمل هم الإسلام بالصورة التي تتمنينها في زوجك؛ فأنصح بعدم التعجل والانتظار حتى يحضر في الإجازة، وعندها تتحقق الرؤية وتحكمي على مدى التزامه ومدى قدرته على تحقيق رغبتك ومعرفة مقدار الفارق بينكما، وهل الفوارق يمكن التغلب عليها أم لا؟ وكذلك تتعرفين على ملامح شخصيته، وهل هو من النوع الذي يتقبل النصح ويستفيد من نصائح الآخرين ويتمتع بقدرٍ من المرونة يجعل عملية التغير للأفضل ممكن، وليست لديه عقدة التعالي على المرأة وعدم قبول رأيها لأنها امرأة كما يتصور بعض الرجال مع الأسف الشديد، فأنصح بعدم التعجل بالقبول أو الرفض، وإنما اطلبي تأجيل أي خطوة حتى يحضر، وعندها يمكنك معرفة كل شيء بسهولة ويسر إن شاء الله، ولا تفوتك الاستخارة وكذلك الاستشارة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً