الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

طفلي توقف عن الكلام .. فهل الاكتئاب هو السبب؟

السؤال

لدي طفل عمره سبع سنوات، كان ينطق ويتكلم وإن كان بطيء الكلام ولكنه توقف عن الكلام منذ ما يقارب السنة، تم إجراء رنين مغناطيسي وتخطيطٍ وكانت النتيجة إيجابية، وتم إجراء منظار للحنجرة ولا يوجد شيء يعوق النطق، وأخيراً ذهبت للعيادة النفسية وتم صرف دواء بزواك 5 ملجرام يومياً والآن مستمر فيه لمدة شهرين دون نتيجة، كذلك صرف له استشاري الأعصاب عقار Predinisone والآن مستمر لمدة أسبوعين دون نتيجة أيضاً.

سؤالي:

1- هل البروزاك يعطى للأطفال في العمر أعلاه؟ وهل يفيد للاكتئاب وهل الاكتئاب يؤدي إلى فقدان النطق؟ وما هي مدة العلاج التي تؤدي إلى الشفاء؟

2- هل عقار Predinisone يودي إلى استعادة النطق؟ وما هي المدة التي يمكن أن تؤدي للشفاء؟

يرجى الإفادة بأنه يتناول علاجا للصرع اسمه توبماكس وحالة فقدان أصيب بها منذ تناول هذا العلاج والآن مستمر فيه، ولم تأته حالات التشنج منذ 27/11/2006م

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عمار حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله تعالى لهذا الابن الشفاء والعافية.

أيها الأخ الكريم! لا تؤدي الحالات النفسية إلى فقدان النطق لدى الأطفال في هذا العمر، هنالك ما يُعرف بالتوقف عن الكلام التخيري، بمعنى أن الطفل قد يختار أوقاتاً معينة يتكلم فيها، وأوقاتاً أخرى لا يتكلم فيها، ولكن أن يفقد الطفل المقدرة على الكلام بهذه الصورة وهي صورة كاملة؛ فهذا لا يمكن أن يفسر على النطاق النفسي، علماً بأن الاكتئاب ليس معروفاً لدى الأطفال في هذا العمر، وإن وُجد فهو في حيز ضيق جداً ونطاق ضيق جداً.

أخي الكريم! أنا أود دائماً أن يمتلك الناس الحقائق العلمية دون أن ندخل عليهم الخوف ودون أن نجافي الحقيقة.

هذا الابن ما دام لديه تشنجات صرعية، فلابد أن نحاول أن نربط الأمور مع بعضها البعض وبالرغم من أن الرنين المغناطيسي وتخطيط الدماغ كلها جيدة، إلا أنه لابد أن نرفع من المستوى وعلينا أن ننظر أيضاً إلى الأمور العضوية التي قد تسبب هذه الحالة، ولذا نصيحتي لك أخي الكريم هي أن تعرض الطفل على أخصائي الأطفال المتخصص في أمراض الأعصاب، ويستحسن أيضاً بعد أن تعرضه على أخصائي الأعصاب، أن تعرضه على أخصائي النطق، علماً بأنك ما دمت موجوداً في مؤسسة حمد، فهنالك قسم متخصص في طب الأعصاب لدى الأطفال، وهنالك أطباء متميزون جداً على رأسهم الأخ الدكتور محمد بسيسو، فأرجو أخي أن تقابلهم وأنا على ثقة كاملة أنهم سوف يقدمون لك النصح الكافي .

بالنسبة لعلاج الـ(Predinisone) هو من الأدوية التي تستعمل في عدة أمراض وحالات معظمها غير معروفة الأسباب، وعموماً لابد أن يكون الطبيب الذي أعطاه لديه مبرراته وأسسه العلمية .

بالنسبة للبروزاك، نعم هذه الجرعة تعتبر جرعة سليمة في هذا العمر وهي 5 مليجرامات، وحقيقةً البروزاك من الأدوية ذات السلامة العالية جداً، ولكن أشك في فعاليته حقيقة؛ لأني أنا لست على قناعة بأن الطفل يعاني من اكتئاب نفسي حقيقي.

عموماً بعد مقابلة الدكتور/ محمد بسيسو أو غيرهم من الأطباء في قسم الأعصاب لدى الأطفال، يمكن أن يتم النصح والتوجيه لك بأن تقابل الطبيب النفسي المختص في علاج الأطفال إذا كانت هنالك حاجة وضرورة لذلك، أو إذا كان الطفل سوف يستفيد من ذلك .

الحمد لله ما دام لم تأته حالات التشنج منذ عام كامل، فهذا حقيقةً يمثل أمراً إيجابياً وبشارة بالنسبة لك ولنا، وعليه الالتزام بعلاج مرض الصرع، وذلك عن طريق الاستمرار في الدواء، وهو التوبماكس، يعتبر هذا أمرا ضروريا جداً، لأن غالبية هؤلاء الأطفال إذا لم تأتهم أي تشنجات صرعية لمدة سنتين أو ثلاثة بعد ذلك ربما يفكر الطبيب المعالج في توقيف الدواء بصورةٍ متدرجة.

أسأل الله تعالى أن يحفظه وأن يعافيه وأن يبارك فيه، وأن يجعله قرة عين لكم.
وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً