الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

شاب يرجو المغفرة على ما سبق منه من ضرب لأخيه المختل عقلياً

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله.

رجائي إفادتي بما يشفيني من العذاب.

لمدةٍ والفكرة تراودني ليل نهار، هل يغفر لي؟ خاصة أنني لا أعرف الكثير في أمور الدين، والمشكلة أن لي أخاً مختلاً عقلياً وتوفي مؤخراً، يتعاطى الأدوية المهدئة، هو مريض عقلياً 100 بالمائة، والوالدة مريضة بالقلب والضغط، ويتعبها كثيراً من حيث النهوض في الليل لتعطيه الدواء أو أشياء أخرى، فهو يقلقها كثيراً خاصة في الليل، فأقوم بضربه عندما يُقلقنا ولا يتركنا ننام، هل يغفر لي ربي؟ وهل يسامحني؟ رغم أنه متوفى، ماذا أفعل ليغفر لي؟ رغم أن الضرب ليس مبرحاً أو قاسياً بل هو عادي أثناء الانفعال، أفعل ذلك أحياناً مضطراً، وهذا عندما كان في صحته.

أريحوني أرجوكم، هو توفي إثر وعكة صحية لمدةٍ كبيرة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عادل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإن الله سبحانه ما سمى نفسه غفوراً إلا ليغفر لنا، ولا سمى نفسه توابا إلا ليتوب علينا، ولا سمى نفسه رحيما إلا ليرحمنا، وإذا رضي الله عن الإنسان نال سعادة الدنيا والآخرة.

ولا شك أنك كنت تحسن لأخيك المريض في بعض الأحيان وكنت تعاقبه أحياناً لأنه أتعب والدتك وأسهر ليلها، ونحن نتمنى أن تنغمر سيئاتك في بحار حسناتك، وأن يغفر لك ما وقع منك، وهو سبحانه قد يسترضي المظلوم، ومن هنا فنحن ندعوك للإكثار من الحسنات ((إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِينَ))[هود:114]، واعلم أن الشيطان يريد أن يوصلك إلى مرحلة اليأس، واليأس من رحمة الله ومغفرته كبيرة من الكبائر، وأحسن الظن بربك، واشغل نفسك بطاعته، كما أرجو أن تعوض ما حصل بالاجتهاد في بر والدتك، وإدخال السرور عليها، والوفاء لها في حياتها وبعد مماتها، وكن في حاجة الضعفاء ليكون العظيم القوي في حاجتك.

وإذا علم الله منك الصدق والإخلاص دفعك إلى أعلى المنازل.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله في سرك وعلانيتك، ومرحباً بك في موقعك، وشكراً لك على مشاعرك الطيبة، وهنيئاً لك بنفسك التي تلومك على التقصير، وأرجو أن تحول تلك المشاعر إلى طاعة للقدير وإحسان للكبير والصغير، وأكثر من الصلاة والسلام على رسولنا البشير، واعلم أن الله يسامح على القصور ويحاسب على التقصير.

ونسأل الله لنا ولك المغفرة والسداد والثبات والرحمة لذرايتنا وسائر الأموات من المسلمين.
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً