الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لا مانع من تناول (البروزاك) مع (الفافرين) في بعض الحالات

السؤال

السلام عليكم.

لقد سألتك في المرة الماضية في استشارة رقم 274448 عن طريقة استعمال البروزاك، وأنت نصحتني برفع الجرعة من حبتين إلى ثلاث حبات في اليوم؛ لأني أعاني من الاكتئاب المصاحب للوسواس القهري، وأن أستمر عليه لمدة تسعة أشهر، ومدة التخفيض التدريجي من ثلاثة إلى ستة أشهر، ففي فترة استعماله للشهور التسعة الأولى هل أستعمله 3 حبات يومياً طيلة فترة التسعة شهور أم غير ذلك؟

وعند تخفيض الجرعة في الستة الأشهر الأخرى ما هي طريقة تخفيضه؟ وقد نصحتني أنه من الممكن دمج البروزاك مع الفافرين مثلاً حبتين صباحاً بروزاك وحبة فافرين (100) مساء.
فقلت أنه من الممكن أن يكون من الأفضل لي فعل ذلك، لكن هناك من الأطباء والمواقع النفسية من يقول أنه يجب عدم أخذ الفافرين مع دواء آخر مثبط للسترونين مثل البروزاك لأنه يعتبر من التداخلات الدوائية التي يجب الاحتياط لها، فأرجو منكم إفادتي في ذلك وعن الطريقة لأنني أثق فيكم كثيراً؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مصطفى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

جزاك الله خيراً على تواصلك مع الشبكة الإسلامية.

لمزيد من التوضيح أرجو أن تتناول البروزاك بمعدل ثلاث كبسولات في اليوم أي 60 مليجرام لمدة تسعة أشهر، كن على الجرعة العلاجية الكاملة وهي 60 مليجرام هذه المدة، بعد ذلك ابدأ في التخفيض التدريجي، وكما ذكرت لك يمكن أن يكون من ثلاثة إلى ستة أشهر، الذي أود أن أقترحه لك هو أن تسحب أو تنقص كبسولة واحدة وتستمر لمدة شهرين على كبسولتين، ثم بعد ذلك اسحب كبسولة واحدة وابق على كبسولة واحدة شهرين أيضاً، ثم بعد ذلك تناول كبسولة، أي الكبسولة الأخيرة يوم بعد يوم لمدة شهر، وتكون المدة هي خمسة أشهر ... هذا نوع من التدرج المعقول والمقبول جداً.

بالنسبة لما ذكرته عن تناول البروزاك مع الفافرين، حقيقةً أنا تركت ذلك كخيار ثاني بالنسبة لك، وما ذكرته أنت عن أن تناول البروزاك مع الفافرين ربما يؤدي إلى تداخلات دوائية هذا صحيح، ولكن هذا لا يحدث إلا إذا تم تخطي الجرعة المطلوبة، نعم الفافرين يؤثر أكثر على أحد الإنزيمات ويعرف بالسايتوكروم، ولكن هذا التأثير يؤدي إلى ضرر أو خلل إذا تعدت الجرعة الجرعة الصحيحة، وحين نقول الجرعة الصحيحة يعرف أن البروزاك يمكن أن يتناوله الإنسان حتى ثمانين مليجرام في اليوم أي أربع كبسولات، أما الفافرين فيمكن تناوله حتى 300 مليجرام في اليوم، وهذا يعني أن كل كبسولة واحدة من البروزاك أي 20 مليجرام تعادل 75 مليجرام من الفافرين، فما دامت الجرعة محسوبة ولم تتعد الجرعة الطبية الصحيحة فلا مانع مطلقاً من تناول البروزاك مع الفافرين، وهنالك دراسات معتبرة جداً أشارت إلى أن ذلك التوجه في تناول الدوائين مع بعضهما البعض يفيد في الحالات التي لا تستجيب لدواء واحد، وهنالك من يرى ومنهم البروفسور زوهار وهو سلطة عالمية في علاج الوساوس القهرية يرى حتى إضافة بعض الأدوية مثل جرعة صغيرة من الرزبريدال بمعدل واحد مليجرام في اليوم إذا أضيفت إلى البروزاك والفافرين يمكن تكون مفيدة في حالات الوساوس القهرية التي لم تستجب.

أخي الكريم! أتفق معك تماماً أن المبدأ الأساسي هو أن يتناول الإنسان علاجاً واحداً بجرعة صحيحة، ولكن هنالك بعض الحالات المقاومة أو الشديدة أو التي لا تستجيب لدواء واحد، هنا يلجأ الطبيب إلى مثل الإضافات التي ذكرتها لك بشرط أن تكون في حدود الجرعة المسموح بها، ويفضل أن تكون تحت الإشراف الطبي .

أخي الكريم! أنا لا أدعوك للانتقال في هذا الوقت لتناول البروزاك مع الفافرين، واصل البروزاك بجرعة صحيحة، وأسأل الله تعالى أن يجعل لك الفائدة والخير في ذلك، وما ذكرته لك من مقترح بخصوص البروزاك والفافرين هو لمجرد الاطلاع ولمجرد أن نعرف أن -الحمد لله- هنالك أبواب أخرى كثيرة يمكن للإنسان أن يطرقها إذا لم يتحسن على دواء واحد.

أسأل الله لك التوفيق والصحة والعافية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً