الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تدبر القرآن والسنة هي الطريقة المثلى لمعرفة النفس البشرية

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
قرأت الكثير عن كيف يتقرب العبد إلى ربه، فأجمع الكثير من العلماء والمتقين أنه لابد للإنسان أن يتعرف على نفسه، ويعرف ذاته، ومن هنا يبدأ الطريق إلى الله، فكيف أبدأ أتعرف على نفسي؟ وما هي الخطوات التي يجب أن أفعلها لكي أتصل بالله؟
أرجو منكم الإفادة لكي أسعد في هذه الدنيا؛ لأني أحس باضطراب شديد ولا أريد الاستسلام له.
وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ليان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .
وبعد:
فإن الفلاسفة والعباقرة أعلنوا عجزهم عن فهم هذا الإنسان ولذلك فشلوا في إسعاده، ولن يصلوا إلى حقيقة هذه النفس البشرية إلا إذا رجعوا إلى منهج خالق الإنسان، فإنه لا يعرف حقيقة الصنعة مثل صانعها، ولا يعرف حقيقة هذا الكائن العجيب الذي خلقه الله وسخر له الأكوان إلا الخالق العظيم (( الَّذِي خَلَقَ فَسَوَّى * وَالَّذِي قَدَّرَ فَهَدَى ))[الأعلى:2-3].
ومن هنا يتضح لنا أن الطريق لمعرفة النفس البشرية إنما يحصل بتدبر القرآن والسنة على فهم سلف الأمة، ولا بأس من الاستفادة من الحقائق العلمية إذا أصحبت حقائق، وقد قرر العلماء أن ما توصلت إليه العقول لا يخالف صحيح المنقول عن الله والرسول وشريعة الله حاكمة وليست محكومة بقول أحد ولا بعقله القاصر.
فأقبلي على ربك وتقربي إليه بما افترضه عليك، واحرصي على أن تتعلمي ما تصححي عقيدتك وعبادتك، واعلمي أن شريعة الله واضحة سهلة، وقد فهمها العربي البدوي وفهمها وحملها إلى مشارق الدنيا ومغاربها، وعلى أيدي الصحابة الكرام والتابعين لهم بإحسان استنارت الدنيا بعد أن كانت مظلمة، فاعرفي لنفسك ضعفها، وتأكدي من أن الخير في مخالفة أهوائها.
واعلمي أن الله خلقها قابلة للخير إذا وجهت إليه وحملت عليها لكنها متمردة على من وضعها في طريق الغواية، قال تعالى: (( وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا * فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا * قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا ))[الشمس:7-9].
وأرجو أن لا تتوقفي عن الطاعة والعبادة بدعوى أنك تريدين التعرف على نفسك، ولكن اهتمي بالتعرف على خالقك وعلى المهمة التي خلقت لأجلها، قال تعالى: (( وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ ))[الذاريات:56]، وقد أسعدني اهتمامك بهذا الأمر، وأحسب أن البداية مبشرة بالخير، وأنصحك بما يلي:
1- عليك بكثرة الدعاء فإن الهداية منحة من رب الأرض والسماء.
2- أقبلي على كتاب الله وتعلمي أحكام وآداب الشرع.
3- اتخذي لنفسك صديقات صالحات يكن عوناً لك على الخير.
4- تذكري أن الفلاح للمؤمنين والمؤمنات أن يقولوا (( سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا ))[النور:51].
5- عليك بتقوى الله ومراقبته في السر والعلن.
6- كوني ممن إذا أعطى شكر، وإذا أذنب استغفر، وإذا ابتلي صبر.
ونسأل الله لك الثبات والهداية، وأرجو أن أسمع عنك الخير، ويسعدني أن أرحب بك في موقعك بين آباء وإخوان يتمنون لك الخير..
وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً