الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أي الخطيبين أرضى به زوجاً؟

السؤال

السلام عليكم.

تقدم لي شخص يحفظ القرآن، ولكن ظروفه المادية صعبة جداً، ويؤمل السفر إلى الخارج بمساعدة إخوتي، وأمامه 3 سنوات للزواج، وآخر ملتزم وعلى خلق وظروفه جيدة، وأمامه شهر أو اثنان لإتمام الزواج، وهو زميل لأخي، ويشكر فيه، وأبي يختار الذي يحفظ القرآن، وأنا أتمنّى شخصاً آخر تقدم لخطبتي والداه، ولكنهم سحبوا كلامهم لأن ابنهم قال: أمامي 3 سنوات، ولن أؤخِّر بنات الناس، وصليت الاستخارة ولا أعرف ماذا أعمل؟!

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضلة/ دودش حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فهنيئاً لمن ازدحم الأخيار على باب أهلها وتسابقوا إلى طلب يدها، ومرحباً بابنتنا الفاضلة في موقعها بين آبائها وإخوانها، ونسأل الله أن يسهل أمرنا وأمرها، وأن يقدر لها الخير، وأن يلهمها رشدها.

وأرجو أن تكرري صلاة الاستخارة وشاوري من حضرك من أهل الخبرة والدراية، واعلمي أن حفظ القرآن طيب، وأن الالتزام مطلوب، وأن الوالد لا يختار لك إلا الخير، ولكني أقول لك عليك أن تختاري من تجدي في نفسك ميلاً إليه شريط أن تكون أخلاقه محمودة، واعلمي أن النبي صلى الله عليه وسلم قال: (إذا أتاكم من ترضون دينه وخلقه فزوجوه ...)، وإذا تأملنا هذا التوجيه النبوي فإننا نلاحظ أن هناك تركيزاً على الأخلاق – فالدين حسن الخلق، ومع ذلك كرر الوصية بالأخلاق فقال: وخلقه.

ولا تستفيد الفتاة من صاحب الدين إذا لم يكن عنده أخلاق ولذلك لابد من البحث عن مرجحات أخرى، ونحن نقترح عليك أن تختاري الأحسن خلقاً، والأفضل أسرة من حيث الاستقرار والتدين، وأهم من كل هذا الذي تجدينه في نفسك ميلٌ إليه وقبول له، وأكرر تجدي في نفسك ميل إليه؛ لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف وإذا وقع اختيارك على شخص وكان مخالفاً لرغبة والدك فاجتهدي في إرضائه وزيدي من برك له، واسألي الله أن يرزقك رضاه، وافعلي ما فيه مصلحة لك فأنت وحدك التي سوف تعيشين مع الزوج علماً بأننا نفضل الإسراع بالدخول إلى عش السعادة الزوجية لأننا في زمان الفتن.

واعلمي أنك لن تجدي رجلاً بلا عيوب، كما أنك لست خالية من النقائص، ولكن طوبى لمن تنغمر سيئاته في بحور حسناته، وإذا بلغ الماء قلتين لم يحمل الخبث، وكفى بالمرء نبلاً أن تعد معايبه.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بضرورة حسن الاعتذار لمن لا تجدي في نفسك ميلاً إليه، واصرفي النظر عن الذين سحبوا كلامهم.
ونسأل الله أن يسهل أمرك وأمرهم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً