الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

السبيل الأمثل لمناصحة الأحبة

السؤال

أحب أن أناصح ابنة عمي وهي تبلغ من العمر (17 سنة)، كانت مستقيمة فلما ضعف إيمانها اقتربت من ابنة خالتها التي تكبرها بـ(4 سنين) وهي لا تصلي وليست مستقيمة، بل سبق وأن وجدناها تحادث الشباب على الشات، وعبر الهاتف، وتقرأ الروايات العاطفية التي تهيج الغريزه، ولما نصحت ابنة عمي أخبرتها، وكبرت الشحناء بيني وبين ابنة خالتها، وأنا والله أحب ابنة عمي لاستقامتها في الماضي، وأدعو لها ويتقطع قلبي عليها كلما رأيتها معها، وأستشيركم: هل لي أن أخبر والدتها بحقيقة صاحبتها وأنها لا تزال تحادث الشباب لتحرص على ابنتها أم أن هذا من إثارة الفتنة بيننا، بل والله أن تأثيرها أصبح حتى على أخت ابنة عمي فما الطريقة المثلى للتعامل معهم؟ مع العلم أني ناصحتهم ولا يحبون الاستماع، وكيف التعامل بشكل عام مع من أناصحه؟ وأنا أعلم بمحرماته وأولياء أمورهم لا يعلمون، هل أبلغهم أم ماذا أصنع؟

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ قارورة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أحسنت بنصحك لقريباتك، ونسأل الله أن يقر عينيك بصلاحهن، وأن يحفظ شباب وفتيات المسلمين، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل الله أن يكثر في شبابنا من أمثالك.

وأرجو أن تعلمي أنه لا مانع في رفع الأمر إلى أهل الفتاة، شريطة أن يكون ذلك بتدرج، وأن يكون ذلك بعد التأكد من أن التجاوب سوف يكون موجوداً، فإننا نخاف من كسر حاجز الحياء، ونخشى أن تكون ردة الفعل ضعيفة.

وإذا كانت لك أخوات في سن بنات عمك فأرجو أن تجتهدي في نصحهن، فإن المرأة تتأثر أكثر بأخواتها وزميلاتها.

ولا أظن أن هناك مانعاً من تحذير أولئك الشباب، فإن جمع الفتيات المذكورات من عرضك الذي ينبغي أن تحافظي عليه، مع ضرورة تجنب التشهير بأحد من الناس، وحتى عندما تطلب مساعدة أهل ومحارم الفتيات، فينبغي أن تكون المعلومات التي يبذلها بالقدر المطلوب وإذا كانت الإشارة تكفي فلا تستخدم العبارة، وإذا نفع التلميح فلا يستخدم التصريح، ونحن نتمنى أن يكون الناصح حكيماً وذلك بأن يختار الوقت المناسب واللفظ المناسب والمدخل المناسب.

ولا يخفى عليك أننا غير مسئولين عن هداية أحد؛ لأن هداية التوفيق بيد الله، بخلاف هداية الدلالة فإنها واجبة على الجميع.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة الدعاء لقريبتك، واعلي بأن قلوب العباد بين أصابع الرحمن.
ونسأل الله له أن يردها إلى الصواب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً