الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوج زميلتي تغير تجاهها بعد أن كان معها في وئام ووفاق!!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

هذا الموضوع يخص زميلتي في المدرسة، فقد جاءت إلى بلدنا للعمل منذ عامين، كانت علاقتها مع زوجها قوية للغاية، وئام ووفاق يحسدان عليه لمدة سبع سنوات، وقد تغربت لأجله وبإرادته، كانت تراسله وتحادثه هاتفياً يومياً تقريباً، وفي منتصف العام الماضي انقطعت اتصالاته فجأة.

عندما عادت إلى بلدها في نهاية العام وجدته قد تغير تجاهها تغيراً كلياً، أصبح لا يطيقها ولم يوضح لها الأسباب أبداً. حاولت محاولات عديدة ولم تستطع . فما الحل؟ جزيتم خيراً.


الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة الأستاذة / أمجاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد،،،

فإنه ليسرنا أن نرحب بك وبزميلتك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، ويسعدنا أن نستقبل رسائلكم في أي وقت وفي أي موضوع، ونتمنى لكم التوفيق والسداد، والهداية والسعادة، والاستقرار والرشاد.

وأما بخصوص ما حدث للأخت الفاضلة زميلتك فأقول بدايةً بقول الحق تبارك وتعالى: (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ))[الرعد:11]، فهذا التغير الطارئ لابد له من أسباب ودوافع أدت إليه، وإذا أردنا أن نحل المشكلة لابد أن نبحث عن الأسباب المؤدية إليها، وأفضل طرق الحل المصارحة والحوار، ولا أعتقد أحداً يرفض ذلك، إلا أنه قد يصعب أحياناً على الطرفين عقد مثل هذا اللقاء، فلا مانع من الاستعانة بأطراف محادية على درجةٍ من الخبرة والمصداقية والقدرة على الإصلاح، وأحب أن أقول بأنه لا يوجد شيء في هذه العلاقات أو هذه الطريقة اسمه مستحيل، فكل شيء ممكن من فضل الله، ولكن قد يحتاج الأمر إلى تغيير في الأسلوب أو الطريقة أو المكان أو الأشخاص، المهم لابد من سببٍ لهذا التغير، وبالتالي لابد من حل، هذه مسلمات فلابد من الإيمان حتى لا يتسرب اليأس إلى نفوسنا فنتوقف عن المحاولة.

لذا: أنصح أختنا الكريمة بضرورة إعادة المحاولة، ولكن بأساليب أخرى؛ لاحتمال أن الوسائل التي استخدمت لم تكن مقنعة أو مؤثرة، وعليها أن تنظر هي أيضاً في نفسها؛ لاحتمال أنها هي التي تغيرت على زوجها أو غيرت من نبرة أو طريقة كلامها أو أسلوب حياتها أو تعاملها، مما دفع زوجها لهذا التغير، فعليها أن تبحث أولاً في نفسها، وأن تجلس مع نفسها جلسة مصارحة، وأن تراجع كل كلمة أو تصرف صدر منها تجاه زوجها، ولا مانع أبداً من الاعتذار إذا كان هناك شيء من هذا، ثم تستعين بأشخاص آخرين للمساعدة في الحل، وأنا على يقينٍ من أن الله سيأتي بالفرج ما دامت الأمور طبيعية وليست هناك مؤثرات خارجية، كأن يكون الزوج قد أرتبط بأخرى مثلاً أثناء غيابها، فلابد من بحث كل الاحتمالات؛ حتى نصل إلى الحل، ولا أود أن نعول أو نعلق على أسباب غيبية كالسحر وغيره؛ لأنه ليس كل مشكلة أساسها هذه الأعمال الشيطانية، وإنما قد تكون المشكلة منا ولكننا لا نحب مصارحة أنفسنا بالواقع المرير، والبعض قد يروق له أن يعلق أخطاءه على شماعة الآخرين.

إذن على الأخت أن تراجع نفسها أولاً وبكل صدق، ثم تحاول مرات ومرات بنفسها أو بغيرها حفاظاً على عرشها من الزوال، وملكها من الضياع، وأولادها من الانحراف، وأسرتها من الدمار، وحتى تثبت فعلاً أنها مربية فاضلة ومعلمة ناجحة، وفوق ذلك وقبل كل شيء عليها بالدعاء والإلحاح على الله؛ لأنه سبحانه أمرنا بالدعاء ووعدنا بالإجابة، ولن يهلك مع الدعاء أحد، كما أوصيها بالاستغفار والإكثار من الصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم، وأختم مكرراً: (( إِنَّ اللَّهَ لا يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُوا مَا بِأَنفُسِهِمْ ))[الرعد:11].

مع تمنياتنا لها بالتوفيق في مهمتها، وأن تعود مياه السعادة تضخ في محيطات أسرتها وأنهار علاقتها بزوجها إنه جواد كريم، والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً