الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عدم النوم بسبب القلق النفسي وعلاج ذلك

السؤال

عندما أحتاج لنوم القيلولة في الظهر بعد تعب العمل، وإحساسي الشديد للنوم أحس بنبضات في رأسي، وتشنج يمنعني من النوم وأنا متعب وأريد النوم، ولكن لا أقدر أن أنام حيث أن نومي في الليل أحياناً يكون متقطعاً، ولا أزيد عن 6 ساعات في النوم، وأحياناً تنقص حيث لا يخفى عليكم أني كنت أتعالج من الرهاب الاجتماعي، وكنت أستعمل (السيروكسات) وتشافيت والحمد لله، ولكن لا أدري ما أعراض ذلك! وحتى عند ممارستي للرياضة أحس بنفس الأعراض في الليل.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
أخي! هذه الحالة التي ذكرتها هي معروفة أن الإنسان الذي يعاني من بعض القلق النفسي، حين يكون مجهداً جسدياً تحدث له في المرحلة الأولى عند بداية النوم نوع من الأحاسيس التوترية الشديدة، وهنالك من يصف نفسه كأن هنالك نوع من التيار الكهربائي الذي يسري في جسمه، وهذا يكون مفزعاً بعض الشيء لبعض الناس، هذا يحدث كما ذكرت لك في بدايات النوم أو بدايات الاستعداد للنوم، وهنالك أيضاً من يأتيهم شعور مماثل حين الاستيقاظ من النوم قد يحدث ذلك، هذه الحالة يشخصها الأطباء النفسيين بما يُعرف بشبه الهلاوس، هي ليست هلاوس، ولكن يظهر أن الأطباء والمختصين لم يجدوا مصطلحاً أفضل من ذلك، كما ذكرت لك هي مرتبطة بالتعب الجسدي، وربما يكون أيضاً هنالك نوع من القلق النفسي حتى وإن لم يكن ظاهراً .
أخي الكريم: نصيحتي لك بالطبع هي محاولة أن تتجنب النوم في أثناء النهار، لا مانع من القيلولة الشرعية، والتي نراها أنها في حدود نصف ساعة إلى أربعين دقيقة، وعليك أيضاً أن تحاول الاسترخاء، دائماً حين تأتي للنوم من الأفضل أن تكون جالساً في مكان هادئ، وحين تشعر أنك الآن لديك الاستعداد للنوم أو تريد أن تنام أو هنالك نوع من النعاس بدأ يسري في نفسك، هنا اذهب إلى الفراش وقم بالمتطلبات المعروفة للنوم، وهي أن تحاول أن تسترخي، وأن تحرص على أذكار النوم، وأن تنام على شقك الأيمن، هذه كلها إن شاء الله تساعد كثيراً .
أخي،سيكون أيضاً من المفيد لك أن تمارس أي نوع ممكن من الرياضة، مثل رياضة الجري أو المشي فإنها تُفيد في مثل هذه الحالات، أيضاً حين تكون ذاهباً إلى الفراش حاول أن تتذكر الأشياء الجميلة في حياتك، هذه تساعدك، وحاول أيضاً أن تأخذ نفساً عميقاً، املأ صدرك بالهواء بكل قوة وبطء وأنت مستلق على الفراش قبل النوم، أمسك هذا الهواء قليلاً في صدرك، ثم بعد ذلك أخرجه أيضاً بقوة وبطء.
أخي! أنصحك تماماً أن لا تتناول أياً من المشروبات أو المأكولات التي تحتوي على مادية الكافئين، لا تتناولها مطلقاً بعد الساعة السادسة مساءً، وهي بالطبع توجد في الشاي والقهوة والمشروبات مثل الببسي والكولا وكذلك الشكولاتا، حاول أن تتجنبها بقدر المستطاع.
هنالك أدوية بالطبع تساعد وأنت لديك تجربة حقيقةً مع الزيروكسات، لكن هذه المرة أود أن تبدأ علاجاً بسيطاً يعرف باسم فافرين، الفافرين وجد أنه يُساعد في مثل هذه الحالات، وسوف يزيل أي نوعٍ من القلق إذا كان هنالك القلق موجود.
أرجو -أخي الكريم- أن تبدأ جرعة الفافرين بجرعة 50 مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفعها إلى 100 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم خفضها إلى 50 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر أخرى، ثم توقف عن تناولها .
أخي الكريم! أرجو أن لا تنزعج لهذه الحالة، أنا أتفق معك أنها مزعجة بعض الشيء ولكنها ليست خطيرة، وإن شاء الله باتباعك للإرشادات التي ذكرتها لك سوف تجد أن الأمور قد تحسنت بصورة أفضل وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً