الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أبي يرفض زواجي من الشاب الذي أحببته

السؤال

السلام عليكم

أحب شاباً ليس فيه أي عيب، ولكن أبي يرفض زواجي منه، فماذا أفعل؟علماً أنه يعمل وعنده شقة، وهو إنسان ممتاز يحبني وينتظر موافقة أبي منذ سنتين.

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

إنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يكرمك بزوج صالح.

بخصوص ما ورد برسالتك، فإن حصول الإنسان على شخص يحبه ويقدره ويحترمه فرصة لا تعوض فعلاً؛ لأن الحياة بدون الاحترام والتقدير والمحبة أشبه ما تكون بالصحراء الجرداء التي يصعب على الإنسان أن يعيش فيها، خاصة الحياة الزوجية، فتوفيق الفتاة لشاب صالح يحبها ويحترمها ويقدرها ويراعي مشاعرها ويهتم بها يعتبر من أجل نعم الله عليها؛ لأنها دائماً أو غالباً تفتقد هذا الشعور فيمن حولها نظراً لنظرتهم لها أنها بنت أو فتاة صغيرة.

لذلك فإن حرمان الإنسان من الشخص الذي يحبه يعتبر خسارة فادحة بالنسبة له ذكراً كان أم أنثى، إلا أننا معاشر المسلمين والمسلمات وضع لنا الشارع الحكيم ضوابط لإقامة العلاقة خاصة العلاقة بين الجنسين، وذلك نظراً لما يترتب عليها من استقرار الأسر وتكوين الذرية وحماية الأعراض إلى غير ذلك.

من الأمور التي نص عليها الشارع عدم جواز إقامة أي نوع من العلاقة بين رجل وامرأة إلا ضمن الإطار الشرعي الوحيد وهو الزواج، ولذا حرم الإسلام الخلوة بالمرأة المسلمة، كما حرم الاختلاط وكذلك المصافحة، كل ذلك حماية للمرأة المسلمة من أن يعبث بكرامتها أو شرفها إنسان لا أخلاق له ولا مروءة، وما ذكرته من وجود علاقة حب بنيكما أمر يحتاج منك إلى إعادة نظر لأنه لا يجوز لأي مسلمة أن تقيم علاقة حب أو غرام بينها وبين أي رجل لا يحل لها، خاصة إذا صاحب هذا الحب بعض التصرفات الأخرى كالتقبيل أو غير ذلك، فكل هذا مما لا يجوز لأي مسلم أو مسلمة الوقوع فيه.

لذلك أنصحك بضرورة التوقف عن أي اتصال بهذا الشاب، وأعرف أن الأمر صعب، ولكن لابد منه لأن هذه العلاقة غير شرعية، وعليه أن يجتهد بنفسه في إقناع والدك بالزواج منك، وأن يسلك جميع السبل المشروعة لإقناع والدك، فإن نجح في ذلك فهذا ما نتمناه جميعاً، وبذلك تبدأ حياتكم الصحيحة بعد إنهاء إجراءات العقد أو الزواج، وإن لم يوافق والدك فاعلمي أنه لا يجوز لك شرعاً التحدث معه أو حتى الاتصال به، وأطيعي والدك ولا تخالفي أمره حتى لا تعرضي نفسك لغضب الله وعقابه.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً