الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف تتعامل الفتاة مع قريبها قبل الزواج؟

السؤال

السلام عليكم.

أنا فتاة مؤدبة - والحمد لله - ولي ابن عمي يحبني، وأنا لا أتجاوب معه مخافة من الله، بل أرد عليه برد محرج أحياناً حتى لا يتحدث معي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة / سونا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يحفظك من كل مكروه وسوء، وأن يجنبك الفواحش والفتن ما ظهر منها وما بطن.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه - وكما لا يخفى عليك - أن الله جلت حكمته أودع في كل جنس من الجنسين الميل إلى الطرف الآخر؛ وذلك للحفاظ على النوع الإنساني عن طريق الزواج والإنجاب، وعندما يضعف الإيمان تقل أو تضعف رقابة العبد لربه، وعندما يسود المجتمع التحلل وإهمال التكاليف الشرعية، وعندما تنتشر الخلاعة والمجون تنشأ هناك علاقات محرمة وغير مشروعة، فنسمع عن صداقات بين الشباب والفتيات، ونرى علاقات محرمة، بل قد تصل أحياناً إلى حد الخيانة والوقوع في الفواحش، فإذا ما عاش الإنسان في هذا الجو المريض والمبوء والمخالف لشرع الله كان من السهل عليه أن يقع في كثير من المخالفات الشرعية؛ حيث أن الجو العام يساعد على ذلك من تبرج النساء والفتيات وانتشار الاختلاط في معظم نواحي الحياة، وعدم تطبيق آداب الزيارات والاستئذان في المنازل، وهذا هو الغالب والسائد مع الأسف الشديد في معظم بلاد الإسلام.

وهذا ما يجعل الفتاة المؤدبة مثلك شاذة عن القاعدة، بل ويتهمونها بالتطرف وقلة الذوق، والتخلف، والجمود، لا شيء إلا لأنها لا تريد مخالفة شرع الله، ولا تريد إقامة أي نوع من العلاقة المحرمة أو المشبوهه، حتى ولو كان الطرف الآخر هو من أقرب الناس إليها، وهذه هي الغربة التي حدثنا عنها المعصوم صلى الله عليه وسلم ولذلك أقول لك:

أولاً: أبشري بفرج من الله قريب واعلمي أن الله مع المحسنين.

ثانياً: لا تضعفي أمام رغبة ابن عمك أو غيره من الشباب مهما كان الإغراء.

ثالثاً: قولي له: إذا كنت جاداً وتحبني فعلاً فتقدم لأهلي واخطبني منهم، وعندها سأكون حلالاً لك وفق شرع الله؛ لأني لست على استعداد أن أقع معك أو مع غيرك في معصية الله، وأريد لك الخير، وأخشى على نفسي وعليك من عذاب الله.

رابعاً: اعلمي - ابنتي - أن المرأة أو الفتاة كلما كانت محافظة على نفسها ولا تضعف أمام إغراءات الرجال لها، وكلما كانت صعبة المنال كلما تعلق الرجال بها أكثر وأكثر؛ لأنها ستكون محل ثقة الرجل وتقدره، وسيكون آمناً على نفسه وعرضه معها؛ لأنه يعلم من قرارة نفسه أن زوجته ليست من النوع السهل الذي يسهل اصطياده أو التأثير عليه أمام أي ضغط أو إغراء.

خامساً وأخيراً: اعلمي أنه لو كان من نصيبك، وكنت أنت من نصيبه في علم الله، فلن يأخذك غيره، فالمولى - جل شأنه - قد جعل الزواج رزقاً من الأرزاق، وقدراً من الأقدار التي قدرها قبل خلق السموات والأرض، فاثبتي على ما أنت عليه، وتمسّكي بدينك ولا تضعفي فأنت على الحق، والله ناصرك ومؤيدك ومعينك.

مع تمنياتنا لك بالتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً