الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الزواج ليس قيداً للمرأة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أنا فتاة أدرس في الصف (الـ 2ث) تقدم لخطبتي العديد وبدون تفكير أخذت أرفض الواحد تلو الآخر.

بصراحة لا أعرف هل من الأفضل لي أن أتزوج الآن أم أنتظر بعد سنوات؟! أشعر أن الزواج ربطة وقيد، وأنا أريد أن أعيش سعيدة... فما هي نصيحتكم لي؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ جمانة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن سعادة المرأة لا تكتمل بعد إيمانها بالله وطاعتها له إلا بالزواج، كما أن سعادة الرجل لا تتحقق إلا في رحاب زوجة يسكن إليها وتسكن إليه، فللرجال خلق الله النساء ولهن خلق الرجال، وما من إنسان يتأخر في الزواج إلا ويندم على التأخير، فلا تلتفتي لكلام الفاشلين والفاشلات وربما الحاسدين والحاسدات.

ولا شك أن ردك للخطاب خطأ إذا كانوا أصحاب خلق ودين، وربما تسبب ذلك في تردد الشباب وامتناعهم عن طرق الباب خوفاً من الإحراج.

وأرجو أن تعلمي يا ابنتي الفاضلة أنني أكلمك بلسان أب شفيق وأخ ناصح، وأؤكد لك أن السعادة في الزواج وليس في عدمه، وقد كان السلف يكرهون العزوبية وينفرون منها، بل كانوا يكرهون أن يلقى الواحد منهم ربه وهو أعزب، وليت شبابنا والفتيات أدركوا أن التأخر في الزواج بدعة دخلت على مجتمعاتنا عن طريق المستعمر الكافر، وعمقت هذه المشكلة وسائل الإعلام وشياطين الإنسان الذين فتحوا الأبواب للشهوات.

وقد سمع الناس أصوات النادمات حيث قالت إحداهن: خذوا شهاداتي كلها وأسمعوني كلمة ماما، وفي المرأة حاجة لا تشبعها إلا الأمومة، ولذلك بدأت بعض الشهيرات في الغرب العودة إلى حياة الأمومة رغم الإغراءات والرواتب العالية.

وقد أحسن من قال: (إذا هبت رياحك فاغتنمها) وأرجو أن تستخيري ربك عند مجيء الخاطب، وشاوري أهلك ومحارمك فإنهم أحرص الناس على مصلحتك، وتأكدوا من صلاح دين الخاطب وأخلاقه، مع ضرورة تحقق الرؤية الشرعية وحصول الارتياح؛ وذلك لأن الأرواح جنود مجندة ما تعارف منها ائتلف وما تناكر منها اختلف.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ومرحباً بك في موقعك بين آبائك وإخوانك في الله.

ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً