الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق النفسي وما يرافقه من الخوف من النوم في الظلام وغيره

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مشكلتي قبل ثلاث سنوات أتتني ضغوط نفسية ومشاكل عائلية، مما سبب لي حالة نفسية وانتهت جميع المشاكل ما عدا الخوف من النوم لوحدي بشكل طفيف جداً، ثم عاودتني الحالة قريباً بسبب أني تعرضت لدوار بأسباب الإجهاد مما أخافني، وأصبحت أفكر في هذه المشكلة وأخاف منها مما سبب لي بعض الأعراض، وهي كالتالي:

- كتمة في النفس أحياناً + ضيق في الصدر غير مستمر.
- خفقان القلب بعض الأحيان.
- الخوف من بعض الأشياء عندما أريد الأقدام عليها مع أنها أشياء عادية جداً
- الخوف من الغد بسبب أني أخاف ان تتكرر معي الحالة في اليوم التالي
- الخوف من النوم في الظلام ولوحدي.
- أحس برغبة في البكاء أحياناً، وأيضاً تأتيني أوجاع وانتفاخ في القولون العصبي + أحس بخنقة في الحلق مع أني رجعت لمزاولة الرياضة.

سؤالي: ما هي هذه الأعراض الموجودة لدي؟ وما العلاج المناسب لها؟ وهل الألم الذي في القولون بسبب هذه الحالة؟ وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أبو عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأعراض التي ذكرتها هي أعراض قلق نفسي، ويسيطر عليها ما يُعرف بالقلق التوقعي، بمعنى أنك أصبحت محضراً من الناحية النفسي لتوقع القلق، وهذه بالطبع تزيد من وجود القلق الحقيقي، ولديك أعراض جسدية مصاحبة خاصة أعراض القولون العصبي، وكذلك الإحساس بالخنق في الحلق فهي ناتجة من الانقباضات العضلية التي تحدث في هذه المناطق وهي بالطبع مرتبطة بالقلق والتوتر.

أؤكد لك أن هذه الحالة بسيطة، والخوف من النوم بالطبع هو مرتبط بالقلق خاصة بداية النوم، وكثير من مرضى القلق يجدون صعوبة في بداية النوم، ودائماً يكون تخوفهم من عدم الدخول في النوم بسرعة ومن الأشياء التي تضايقهم كثيراً وتسبب لهم القلق والتوتر.

أخي: لا شك أن العلاج الدوائي سوف يفيدك كثيراً، ومن الأدوية الطيبة جداً والفعالة جداً والتي سوف تساعدك في النوم العقار الذي يُعرف باسم يريمانون، أرجو أن تتناوله بجرعة حبة واحدة (30) ملم ليلاً ويجب أن تتناوله لمدة ستة أشهر على الأقل، وهذه ليست مدة طويلة أبداً، وبعد مضي الستة أشهر خفض الجرعة إلى نصف حبة ليلاً لمدة شهرين، ثم توقف عن تناوله.

وبما أن لديك بعض أعراض القولون العصبي، سيكون من المفيد لك أخي الكريم أن تتناول حبةً واحدة من العقار الذي يُعرف باسم فلونكسول بجرعة نصف ملم في الصباح لمدة ثلاثة أشهر، فسوف يفيدك إن شاء الله كثيراً في اختفاء أعراض القولون العصبي، وكذلك الخنق في الحلق وهذا الضيق والكتم في النفس الذي تشعر بها، علماً بأن الريمانون هو الدواء الأساسي لعلاج القلق والتوتر وعسر المزاج، كما أنه يحسن النوم بصورةٍ واضحة، وهو دواء غير إدماني وغير تعودي.

أخي: سوف يكون من المفيد لك أن تمارس الرياضة -أي نوع من الرياضة- خاصة رياضة المشي لمدة أربعين دقيقة يومياً على الأقل، فقد وُجد أنها مفيدة جداً، ولابد أن تحسن صحتك النومية، وأرجو أن تتجنب النوم في أثناء النهار -لا مانع من القيلولة الشرعي والتي هي حوالي نصف ساعة إلى أربعين دقيقة- ويجب أن تتجنب محتويات الكافيين من الشاي والقهوة والببسي بعد الساعة السادسة مساءً، وحاول دائماً أن تثبّت وقت النوم، ولابد أن تكون حريصاً على أذكار النوم وأنا أرى أن تناول الدواء مع هذه الإرشادات سوف يفيدك كثيراً.

أخي: بالنسبة لآلام القولون العصبي هي ناتجة من القلق، والقلق النفسي يؤدي إلى آلام القولون، ولذا سمي بالقولون العصبي، وعندما تحدث هذه الآلام بالطبع سوف تسبب نوعاً من القلق والتوتر والمشغولية للإنسان، وهذا يؤدي إلى مزيد من القلق وهكذا.

أرجو أن تتناول الأدوية التي وصفتها لك والإرشادات السالفة الذكر، أسأل الله لك الشفاء العافية وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً