الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نصح فتاة مخطوبة وتراسل آخر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كيف نوجه النصيحة لبنت مخطوبة لشخص وتتكلم مع شخص آخر، علماً أن بينهم رسائل وصور بذيئة والعياذ بالله، وإذا نصحوها وكلموها تقول: سأفسخ خطوبتي وسأتزوج من صاحب الرسائل والصور، فكيف لهم أن ينصحوها بصورة مقنعة تردعها؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ H حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن قلة الخوف من الله وضعف المراقبة له هي مصيبة المصائب، وأرجو أن تواصلوا نصح تلك الفتاة؛ لأنها تسير في طريق الهاوية مع ضرورة أن تذكروها أن الخائن لا يصلح زوجاً ولا يؤتمن بعد ذلك لأنه بلا شك يرتبط بأخريات ويلعب بمشاعر الفتيات وويل حين الوقوف بين يدي رب الأرض والسماوات، وقولوا لتلك الفتاة: لو كان في ذلك الشاب خير وصدق ورغبة لطرق باب أهلك وطلب يدك، فلا تنخدعي بكلامه المعسول ولا تسيري معه في طريق المخالفة لله والرسول، واعلمي أن الله سبحانه يمهل لكنه لا يهمل، وأنه سبحانه يستر على الإنسان، فإذا لبس للمعصية لبوسها فضحه وهتك ستره وخذله، والفتاة لا تملك بعد إيمانها أغلى من سمعتها وحسن سيرتها.

وأرجو أن تذكروها بالله ثم خوفوها من العواقب ثم هددوها برفع الأمر إلى أهلها شريطة أن تكونوا على علم بأن التفاعل مع المشكلة سوف يكون معقولا ومتزناً، ونحن نقول هذا الكلام لأن في الناس من لا يخاف الله ولكنه – والعياذ بالله – يخاف من الناس، ولذلك قال الحسن البصري: (المؤمن يخوف بالله، والمنافق يخوف بالناس).

ولعل من المفيد أن يتدخل بعض محارمها ويكلم ذلك الخائن ويطلب منه الابتعاد ويخبره بارتباط الفتاة، خاصة وأن الشاب الذئب هذا فقد مؤهلاته كزوج ورجل يؤتمن على الفتاة، وهذه هي المواطن التي يجب أن يتدخل فيها أولياء الفتاة لوضع الأمور في طريقها الصحيح.

ولست أدري كيف قبلت الفتاة بذلك الخاطب ثم هي الآن تمارس الخيانة وتميل إلى غيره؟! وهنا تتجلى عظمة هذا الدين الذي يعطي الفتاة الحق في الرفض والقبول، ولكن إذا قبلت بالشاب فذلك رباط يحترم وعهد يصان، والشريعة شددت في هذه المسألة فحرمت خطبة الرجل على خطبة أخيه إلا أن يترك أو يأذن.

ومن الضروري نصح الفتاة بالتوبة، والاجتهاد في النصح لها، والاقتراب منها، ومحاورتها في هدوء مع ضرورة استخدام ألفاظ طيبة، وتذكيرها بعاقبة المخالفة لأمر الله وخطورة مجارات ذلك الشاب أو غيره في العصيان، وأرجو أن تعلم أن الشيطان يستدرجها، وأن البدايات الخاطئة لا توصل إلى نتائج صحيحة والفتاة مثل الثوب الأبيض والبياض قليل الحمل للدنس.

وهذه وصيتي للجميع بتقوى الله الذي يعلم السر وأخفى، ونسأل الله لها الهداية والسداد.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً