الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما الأسباب المؤدية لزيادة الرزق؟

السؤال

السلام عليكم

أريد من فضلكم أن أعرف ما هي الطرق لزيادة الرزق المادي، أم أنها لا تتغير مهما فعلنا؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم.
الأخ الفاضل/ إيهاب حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك: (استشارات الشبكة الإسلامية)، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك في موقعك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن يوسع رزقك وييسر أمرك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فكما لا يخفى عليك أن الله -جل جلاله- قد تكفل برزق جميع خلقه حتى الكافر ومن ينكر وجوده، وفي ذلك يقول جل شأنه: (وَمَا مِنْ دَابَّةٍ فِي الأَرْضِ إِلَّا عَلَى اللَّهِ رِزْقُهَا وَيَعْلَمُ مُسْتَقَرَّهَا وَمُسْتَوْدَعَهَا)، [هود:6]، وتكفل كذلك بتوزيع الأرزاق بينهم بعلمه وإرادته وحكمته فقال سبحانه: (نَحْنُ قَسَمْنَا بَيْنَهُمْ مَعِيشَتَهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا)، [الزخرف:32]، وشاء سبحانه أن يفضل بعض العباد وعلى بعض في الرزق لحكمة يعلمها سبحانه فقال: (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ فِي الرِّزْقِ)، [النحل:71، فكل واحد من الخلق له رزقه المقدر في علم الله قبل أن يخلق السموات والأرض بخمسين ألف سنة، وهذا لا يمكن أن يتغير أو يتبدل، ولكن يحصل التغيير والتبديل فيما هو دون ذلك في صحف الملائكة التي تتعرض للمحو والإثبات، كما قال الله تعالى: (يَمْحُوا اللَّهُ مَا يَشَاءُ وَيُثْبِتُ وَعِنْدَهُ أُمُّ الْكِتَابِ)، [الرعد:39]، فقد ذكر المحو والإثبات، وهو في صحف الملائكة الموكلين بالعباد وأرزاقهم، وذكر أم الكتاب وهو اللوح المحفوظ، وهذا لا يتغير ولا يتبدل، كما أن التغيير في الصحف لا ينافي الإثبات في اللوح، فإن التغيير في الصحف يستقر على ما كتب في اللوح المحفوظ، ولكن هذا التغيير خاضع لسلوك العباد طاعة وعصياناً، وهناك أسباب ذكرها العلماء تعين على تحصيل الرزق وتكثيره على وجه الخصوص، ومنها ما يلي:

1- صلة الرحم.

2- تطوير المهارات والسعي في الأرض والأخذ بالأسباب.

3- الدعاء والإلحاح على الله.

4- كثرة التوبة والاستغفار.

5- الإنفاق وكثرة الصدقة في سبيل الله.

6- التوكل على الله جل شأنه.

7- المتابعة بين الحج والعمرة. أي تكرارهما.

8- التقوى.

9- الإحسان إلى الفقراء والمساكين.

10- إحسان العبادة وإتقانها.

وهذه هي بعض العوامل التي يمكن أن تؤثر في زيادة الرزق، وعلى كل عامل منها يدل ويؤكد أثرها في ذلك، وهذا بين واضح ومجرب، -والله جل شأنه- علم بأن عبده فلاناً سيكون واصلاً لرحمه فوسع عليه رزقه قبل أن يخلقه وهكذا، فما عليك إلا الأخذ بالأسباب المشروعة، وهي تطوير مهاراتك، وتحسين أدائك مع هذه الأسباب، وثق وتأكد من أن وعد الله لا يُخلف.

والله الموفق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً