الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الفرق بين القلق المرضي والقلق العادي

السؤال

الأستاذ الدكتور / محمد عبد العليم حفظه الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أستاذي العزيز: أستخدم دواء فلوكستين لمدة 6 شهور، حبة 20 ملجم كل يوم لمدة 6 أشهر، وأصبحت أشعر ـ والحمد لله ـ بأن الأعراض التي أخذت الدواء لها قد زالت، ولكن الدكتور كتب لي دواء بروزاك 90 ملجم حبة في الأسبوع، وأخذته لمدة تقارب من الثلاثة أشهر، وفي الفترة الأخيرة عند مراجعتي للدكتور طلبت منه أن أوقف الدواء؛ لأنني أصبحت بخير ولله الحمد، إلاّ أنه كانت تأتيني عند أخذ دواء البروزاك حالات قلق وخوف من شيء لا أعلمه، وكانت تأتيني على فترات متقطعة.

المهم قال لي الدكتور: تستطيع أن توقف دواء البروزاك، وأريد أن أعطيك دواء إندرال تأخذه فقط عند اللزوم وعند الشعور بالقلق والخوف.

السؤال يا دكتور: كيف يفرّق الشخص بين القلق المرضي والقلق الذي يأتي للناس بشكل عادي، لأني أصبحت لا أعرف كيف أفرق بينهما؟ وهل الفترة التي أخذت بها الدواء فترة كافية؟

أرجو إفادتي، ولك جزيل الشكر والتقدير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مأمون حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد،،،

أخي الكريم: لا شك أن الإنسان طبيب نفسه في حالات كثيرة، وأما عن الفرق بين القلق المرضي والقلق العادي، فأود أن أوضح أولاً أن القلق طاقة نفسية مطلوبة، وهي وسيلة من وسائل النجاح، ودفع الدافعية والفعالية لدى الإنسان، ولكن أصبح القلق شاغلاً للإنسان، وإذا أصبح الإنسان متوتراً، وإذا أثر على الإنسان في محيطه الأسرية، وفي محيط العمل، وفي محيط التواصل الاجتماعي والقيام بالواجبات الدينية، هنا بالطبع يعتبر القلق من النوع المرضي.

إذن: القلق المرضي هو الذي يؤدي إلى تعطيل أو نوع من الإعاقة الجزئية في القيام بمتطلبات الحياة، كما أن القلق المرضي يؤدي إلى عدم قدرة الإنسان على التكييف مع الأشياء البسيطة، وحين تبدأ صغائر الأمور بالتضخم، ويحس الإنسان أنه عاجز أمامها، في رأيي أن هذا نوع من القلق المرضي.

ولا بد أن نفرق بين التفاعلات الظرفية، والقلق المرضي، فالتفاعلات الظرفية يحدث فيها الخوف إذا تطلب الموقف الخوف، وكذلك القلق حين يتطلب الموقف القلق، وهكذا الفرح حين يتطلب الموقف الفرح، والحزن حين يتطلب الموقف الحزن وهكذا .. إذن: هذه مشاعر إنسانية، والشخص الذي لا تحدث له يعتبر إنسان غير طبيعي.

إذن: التفاعلات الظرفية الوجدانية والتي على رأسها القلق لا تدل مطلقاً على أن الإنسان مريض، ولكن إذا كان القلق معيقاً كما ذكر سابقاً، فهذا يعتبر نوعاً من القلق المرضي، وهنالك بعض الأشخاص لديهم النواة القلقية مرتفع بطبيعتها، وهنالك مجموعات أخرى من الناس تجد أن النواة القلقية لديهم ضعيفة جداً، بمعنى أن مشاعرهم تصل إلى مرحلة التبلد أو الجمود، وهذا أيضاً نوع من الحالة النفسية الغير صحية، إذن: الوسيطة دائماً هي الأفضل.

الفترة التي تناولت فيها البروزاك في نظري هي فترة كافية، وكما ذكر لك الطبيب أن الأندرال يمكن أن يستعمل عند اللزوم حين الشعور بالتوتر البسيط، خاصة إذا كان مصحوباً برعشة في اليدين، أو خفقان في القلب.

تعتبر ممارسة الرياضة مفيدة جداً في مثل حالتك، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً