الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما رأيكم باستعمال موانع الحمل أول الزواج، وهل مشاورة الزوج قبل استعمالها ضروري؟

السؤال

السلام عليكم وحمة الله وبركاته، وبعد:

إحدى قريباتي ستتزوج بعد شهر، وترغب في تأخير الحمل، وبحكم حياء الفتاة لا تستطيع التفاهم مع زوجها في هذا الأمر، إلى جانب أنها تريد التأكد من بعض الجوانب الشخصية لزوجها؛ ولذلك تريد استخدام حبوب منع الحمل باعتبارها أضمن، وهي مصرة على استخدامها، وترغب فقط في معرفة النوع المناسب الذي يمكن استخدامه.

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Hutaf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فتهنئتنا لقريبتك بقرب زواجها، فنقول باسم الشبكة كما علمنا نبينا -صلى الله عليه وسلم-: بارك الله لكما وبارك عليكما وجمع بينكما بخير، ونسأله -جل وعلا- أن يرزقكما الذرية الطيبة الصالحة وأن يفتح عليكم من بركاته ورحماته.

وسؤالك الكريم له طرفان: فالطرف الأول يتعلق بحبوب منع الحمل والمناسب منها -وهذا ستفيدك فيه الطبيبة المختصة الفاضلة حفظها الله تعالى ورعاها- والطرف الثاني فهو يتعلق من الناحية الشرعية في هذا التصرف.

فلا بد أن تعلمي أنه لا يجوز للزوجة أن تتعرض لأسباب منع الحمل بتناولها حبوباً لذلك مثلاً إلا بموافقة زوجها، فحق الإنجاب هو حق لكلا الزوجين، فلا يجوز للزوج أن يمنع زوجته من ذلك بدون عذر شرعي معتبر، كما لا يجوز للزوجة أن تمنع زوجها من ذلك بدون عذر شرعي معتبر كذلك، وهذا أمر لا بد من تقوى الله جل وعلا فيه، فلا يصح أن تتناول حبوب منع الحمل بغير علم زوجها، بل إن أرادت ذلك فيمكنها أن تتفاهم مع زوجها عليه إن كان ذلك لا يسبب ضرراً لها، هذا مع كون تناولها حبوب منع الحمل في بداية زواجها هو أمر لا يُحمد فعله؛ لأن المرأة لا تدري ما يحصل لها في شأن الحمل، فقد يتأخر حملها لسبب وضع طبيعي أو لسبب بعض الأمور العضوية التي قد تؤخر الحمل، فخير ما تقوم به هو أن تتعرض لأسباب وجود الحمل بدل أن تبتعد عنها.

وأما إشارتها إلى أنها تريد أن تتأكد من جوانب شخصية زوجها ونحو ذلك فهذا أمر قد فات أوانه بعد الزواج، فإن من أراد أن يتثبت فليتثبت قبل الزواج، فها هي الآن قد بقي شهر كامل على زواجها فبإمكانها السؤال والتحري عن خاطبها، وأما أن تمتنع عن الحمل بدون إذن زوجها وبدون تفاهم معه فهذا أمر لا يصح أن يقع منها، وعليها أن تستعمل تقوى الله -جل وعلا- في هذا وأن تُحسن نيتها بأن تتعامل مع زوجها بالإكرام والفضل والتعاون على طاعة الله -جل وعلا-، فبذلك يحصل لها المقصود، وقد قال تعالى: (وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ)، [الطلاق:2-3]، نسأل الله أن يشرح صدوركم، وأن ييسر أموركم، وأن يجعلكم من عباد الله الصالحين، وأن يوفقكم لما يحبه ويرضاه.

وبالله التوفيق.
====================
انتهت إجابة الشيخ أحمد الهنداوي المستشار الشرعي، تليها إجابة الدكتورة سامية النملة طبيبة النساء والتوليد للإجابة على الجانب الطبي.
====================
فأنا ضد استعمال حبوب منع الحمل لمن لم يسبق لها الإنجاب؛ وذلك لأن استعمال الموانع قد يؤدي إلى اضطراب في الدورة الشهرية بعد التوقف عن استعمالها، وقد يؤخر اكتشاف سبب قد يكون موجوداً أصلاً ويمنع الحمل، ولكن إذا كانت قريبتك مصرة على استعمالها بغض النظر عن الرأي الشرعي والطبي فلا أستطيع القول أن هنالك حبوباً أفضل من الأخرى، فالأعراض الجانبية للحبوب قد تحدث عند امرأة ولا تحدث عند أخرى، فاستجابة النساء للحبوب نفسها قد تختلف من امرأة لأخرى، وبالتالي فمن المتوقع أن تزداد العصبية والتوتر عند استعمال الحبوب، ومن المتوقع أيضاً أن يحدث الغثيان والاستفراغ بسبب استعمالها، ومن المتوقع أن يزداد الوزن أثناء استعمالها وإن كانت حبوب Yasmin تشتهر بأنها لا تتسبب زيادة في الوزن؛ ولذلك فإن إقبال النساء عليها أكبر من غيرها.

ولكن يجب العلم أن الأعراض الجانبية متوقعة منها كما في الأنواع الأخرى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً