الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

إرشادات وخطوات في صفاء النفوس والتحلي بالابتسامة في وجوه الآخرين

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كلما خرجت في الصباح إلى عملي فإنني أقابل ابن جارنا فيبتسم في وجهي ويلقي علي التحية، ولكني لا أرد عليه التحية ولا أنظر إليه، وأستغرب من أين جاءت هذه العداوة! فهل هناك حل أو أدوية مساعدة للخروج من هذه المحنة؟

علماً أنني في أيامي الدراسية كان الجميع يناديني بصديق الأطفال، حيث كنت كلما أمر على صغير فإنني أبتسم في وجهه وأقف معه، فأين ضاعت ابتسامتي في وجه الصغير والكبير؟ وكيف يمكنني أن أسترجع نشاطي وأتخلص من هذا العبوس؟!

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بدر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن الابتسامة طاعة لله وعافية، والمبتسم حبيب إلى النفوس، وبها يستطيع أن يدخل الإنسان إلى القلوب دون استئذان، ولذلك قال رسولنا صلى الله عليه وسلم: (لا تحقرن من المعروف شيئاً ولو أن تلقى أخاك بوجه طلق)، وقال صلى الله عليه وسلم: (وتبسمك في وجه أخيك صدقة)، كما أن في الابتسامة علاجاً للأحقاد والعداوة، وفي العبوس تعميق لها في النفوس، وإذا كان والد الطفل قد ظلمك وظلم أخاك فإن الله سبحانه يقول: (( وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى ))[فاطر:18]، وإذا كنت -ولله الحمد- في الماضي كثير الابتسامة في وجوه الصغار والكبار فما أحوجك إلى الرجوع إلى ذلك الخلق النبيل الذي يدخل به السرور إلى النفوس.

ونحن إذ نرحب بك في موقعك ونبادلك المشاعر والدعاء ننتظر من أمثالك أن يرتفعوا فوق الجراحات والمرارات، وقد أسعدني شعورك بحاجتك إلى مقابلة الناس ببسمة وانشراح، وهذا دليل على أنك تحمل نفساًَ طيبة تحب الخير.

ولا شك أن معرفة سبب التغير الحاصل لك مما يعين على تجاوز الحالة التي أنت فيها، فإنه إذا عرف السبب بطل العجب، فهل يمكنك أن تخبرنا عن الأسباب التاريخية التي حصل فيها ذلك التغير؟
ومما يعينك على صفاء النفس ما يلي:

1- اللجوء إلى من يهدي إلى أحسن الأخلاق.

2- تذكرك لثواب الابتسامة وأجر إدخال السرور على إخوانك المسلمين.

3- تقديم العفو والصفح وإدراك الثمرات الحاصلة لذلك في الدنيا والآخرة.

4- إدراك حقيقة الدنيا وأنه ليس فيها ما يستحق أن يغضب الإنسان لفواته.

5- التعوذ بالله من الشيطان الذي همه أن يغرس العداوة والبغضاء.

6- تقوى الله والمواظبة على ذكره فإن ذلك سبب لانشراح النفس، قال تعالى: (( الَّذِينَ آمَنُوا وَتَطْمَئِنُّ قُلُوبُهُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ أَلا بِذِكْرِ اللَّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ ))[الرعد:28].

7- تعميق التوحيد في النفوس لأنه من أهم أسباب الانشراح.

8- سلامة الصدور من الأحقاد والحسد.

9- كثرة الاستغفار فإن الذنوب سبب لضيق الصدر.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً