الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الرقية الشرعية للتخلص من الكوابيس المزعجة، هل تنفع؟

السؤال

السلام عليكم

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله، وبعد:

أعاني من كوابيس تأتيني، وكأن شخصاً يعذبني أثناء نومي، وأنا أثناء ذلك الوقت أحاول أن أقرأ عليه آية الكرسي، كما أنني أرى في منامي القطط.

أرجوكم دلوني كيف الخلاص من هذا؟

وأرجو أن ترسلوا لي آيات الرقية الشرعية، لأني أريد أن أرقي نفسي دون اللجوء إلى معالج.

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقد أسعدني حرصك على أن ترقي نفسك بنفسك، وقد أحسنت، فلا يوجد على وجه الأرض من يحرص على مصلحتك مثل نفسك، والرقية دعاء وابتهال وبمقدار الإلحاح والصدق والاضطرار تكون الإجابة ممن يجب المضطر إذا دعاه، فاحرص على كثرة اللجوء إلى الله، واعلم أن الخير كله بيد لله، ومرحباً بك في موقعك، ونسأل لله أن يسهل أمرك.

لقد ظهر من خلال السؤال حاجتك إلى المواظبة على أذكار المساء والصباح، والاجتهاد في النوم على طهارة مع ضرورة قضاء النهار في الطاعات، وهذا أمر يحتاجه كل إنسان، ولكن الحاجة تشتد عندما تصل الأمور إلى الوضع المذكور في السؤال.

ولا يخفى عليك أن عداوة الشيطان لنا ممتدة، وأن هم هذا العدو هو أن يحزن الذين آمنوا، ولكن كما قال العظيم: (وَلَيْسَ بِضَارِّهِمْ شَيْئًا إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ)، [المجادلة:10] وكيد هذا العدو ضعيف، وليس له سلطان على الذين آمنوا وعلى ربهم يتوكلون.

وأرجو أن يعلم الجميع أن الشفاء من الله وحده، وأن الراقي والرقية ما هي إلا أسباب ووسائل توصل إلى الشفاء بإذن الله رب الأرض والسماء، والمؤمن يوقن أن الابتلاء من الله، ويتذكر حاجته إلى الصبر والرضى، وعجباً لأمر المؤمن أن أمره كله له خير وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن إن أصابته سراء شكر فكان خيراً له، أو أصابته ضراء صبر فكان خيراً، وهنيئاً لمن شكر عند النعماء، وصبر عند نزول الضراء، ورضي بما يقدره رب الأرض والسماء.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بالإحسان إلى عباد الله، أرجو أن تفوز برضى والديك وتجتهد في صلة رحمك.

ونسأل الله أن يسهل أمرك.
--------------------------------------
انتهت إجابة المستشار، ولمزيد من الفائدة يرجى التكرم بالاطلاع على الاستشارات التالية والتي تتناول طريقة الرقية الشرعية: (237993- 236492-247326).

وفقك الله لكل خير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً