الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الحب بين الفتيات المشروع والممنوع منه

السؤال

لي صديقة أحبها في الله كثيراً ولكنني لا أعرف إن كانت تحبني مثلما أحبها، أخاف أن تكون مجاملة منها لي، لأنني دائماً أقول لها إنني أحبها وأتذكرها في أعياد ميلادها، وآخر عيد ميلاد لها أهديتها هدية، ودائماً أسأل عنها، ولكنها لا تسأل عني كما أفعل! وبأعياد ميلادي أنا أذكرها، فتقول إنها نسيت، أنا لا أريد منها أن تعطيني هدية ولكنني أتمنى تهنئني فقط بعيد ميلادي دون أن أخبرها أنا أنه عيد ميلادي، لا أعرف ماذا أفعل؟! كل مرة أفكر في تركها وشأنها، ولكنني أحترمها وأحبها كثيراً، ماذا أفعل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Amal حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن رسولنا صلى الله عليه وسلم أمر الإنسان إذا أحب شخصاً أن يخبره بأنه يحبه في الله، والثاني يرد عليه بقوله أحبك الله الذي أحبتني فيه، وأرجو أن يدرك الجميع أن الحب في الله هو ما كان لأجل الدين والتقوى عند المحبوب وليس بجمال شكله أو حسن ذوقه أو طيب كلامه أو حلاوة مزاحه، وأنت أعلم بما يدفعك نحو تلك الصديقة، وكل صداقة لا تقوم على الإيمان والتقوى تنقلب بين يدي الله إلى عداوة قال تعالى: ((الأَخِلَّاءُ يَوْمَئِذٍ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ إِلَّا الْمُتَّقِينَ))[الزخرف:67].

كما أرجو أن أنبه إلى أن الاحتفال بعيد ميلادك وميلادها من الأمور التي أرجو تركها لأنها عادات جاءتنا ممن أمرنا الله بمخالفتهم، فليس في ديننا الاحتفال بأعياد الميلاد مهما كان المحتفى به، والعبرة والعظة تكون بشعورنا بأننا نسعى في هدم أعمارنا منذ خروجنا من بطون أمهاتنا، فما من شمس تشرق ونجم يقرب إلا كان دليلاً على اقترابنا من قبورنا وأحسن من قال:

قبورنا تبنى ونحن ما تبنا **** يا ليتنا تبنا قبل أن تبنى

وإذا كان المنطلق في حبك لصديقتك هو دينها وصلاحها وكان حبك لها لله وفي الله وعلى مراد الله فحافظي على علاقتك معها واصبري على ما يظهر عليها من الجفاء والتمسي لها الأعذار، واعلمي أن التواصل مهارة، وهناك من لا تجيدها ولا نفضل الإكثار في هذا الجانب، وربما كانت صديقتك من هذا النوع، وعليك أن تدركي أن الحب الحقيقي لا يزيده الوصال ولا ينقص بالبعد، لكنه يتحول إلى دعاء في ظهر الغيب، وأرجو أن تسألي نفسك هذه الأسئلة؟

1- هل حبي لفلانة لدينها؟

2- هل حبي لفلانة يزيد بطاعتها لله وينقص بعصيانها لله؟

3- لماذا أحب فلانة دون غيرها مع وجود فتيات متدينات؟

4- هل أجد في نفسي ضيق إذا وجدت فلانة تصادق أخريات وتضاحكهن؟

وأرجو أن تجيبي على هذه الأسئلة بصدق ووضوح، والإجابة سوف تحدد لنا هل هذه العلاقة في الله لنقول لك اصبري عليها واحتسبي الأجر عند الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بنصح صديقتك والدعاء لها ولن تتضرري من إبقاء شعرة العلاقة معها.

ونسأل الله أن يجمع القلوب على طاعته.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً