الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

القلق والتوتر وتأثيره في القدرة على نطق الكلمات والتعبير بسلاسة

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أشعر بعدم الراحة في الكلام والنطق، وتتداخل عندي الكلمات أحياناً، ويحدث ذلك في قراءة القرآن الكريم، وكثيراً ما تسبق كلمة أو بعض من حروفها الكلمة التي قبلها، خصوصاً في السور التي أحفظها، وكذلك عندما أحكي لشخص ما عن موضوعٍ معين فإن الكلمات تكاد سبق بعضها، ولا أشعر إطلاقاً بأنني أستطيع أن أتحدث بطلاقة وراحة، ولا أعلم تاريخ بداية هذه المشكلة، ولكنني أعاني منها منذ زمن بعيد، علماً بأنني لم أتعرض لحادثة أو ما شابه ذلك ولله الحمد، وقد لاحظت أنني أتحدث وأنا مشدود الأعصاب ولدي بعض الانفعال، فما هو التشخيص والعلاج؟!

وجزاكم الله عنا خير الجزاء.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن مثل هذه الصعوبة في الكلام والنطق تكون في الغالب ناتجة من بعض القلق والتوتر البسيط، والتوتر أيّاً كان مصدره أو درجته ربما يؤدي إلى تقلصات عضلية، وهذه التقلصات قد تشمل العضلات المختصة بالنطق والكلام، ولذلك فإن تمارين الاسترخاء تعتبر من الوسائل الجيدة للمساعدة في التخلص من هذه الصعوبة.

وهذه التمارين لها عدة أنواع، وأبسط صورها أن تستلقي في مكان هادئ وتفكر في شيء طيب وجميل وتغمض عينيك قليلاً وتفتح فمك قليلاً أيضاً، وتضع يديك على الأجناب ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئاً وذلك عن طريق الأنف حتى يمتلئ الصدر وترتفع البطن قليلاً، وبعد ذلك أمسك الهواء في الصدر لفترة قصيرة ثم أخرجه عن طريق الفم بنفس القوة والشدة والبطء، وكرر هذا التمرين عدة مرات بمعدل مرتين في اليوم.

وبعد ذلك قم بتحريك الرأس ببطء عن يمين وعن شمال عدة مرات، فهذا أيضاً يساعد في الاسترخاء، وهناك عدة أنواع من التمارين الأخرى، (يمكنك الحصول على أحد الأشرطة والكتيبات التي توضح كيفية القيام بها).

وهناك أمر آخر وهو أن كثيراً من الناس يضطرب لديه النطق والكلام، وذلك لأنه لا يتنفس بصورة صحيحة، فأرجو ملاحظة ذلك، وأنصحك بمقابلة أخصائي التخاطب لأنه سوف يساعدك كثيراً في الطريقة الصحيحة للتنفس والنطق، وسوف يكون أيضاً من الجميل مراجعة أحد المشايخ وذلك من أجل مراجعة مخارج الحروف والمساعدة في التلاوة بكل هدوء وتؤدة.

وربما تكون أيضاً تحتاج لممارسة بعض التمارين الرياضية، فهذا يساعد كثيراً، والبعض ينصح أيضاً لتناول بعض الأدوية الاسترخائية البسيطة، وهناك عقار يعرف باسم (دوجماتيل) يمكن تناوله بجرعة (50 مليجرام) صباحاً ومساءً لمدة شهرين، ثم (50 مليجرام) ليلاً لمدة شهر واحد.

وأما عن علاج التأتأة سلوكياً فقد مر في استشارات سابقة برقم: (267560 - 267075 - 257722)، وعلاج مشكلة عدم القدرة على التعبير: (259576 - 261344 - 263699 - 264538).

نسأل الله لك التوفيق والسداد وأن تنطلق هذه العقدة التي في لسانك، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً