الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

التحدث مع الآخرين وتسارع نبضات القلب .. المشكلة والحل

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أنا موظف لدى إحدى الشركات التجارية الخاصة باليمن، وعندما أريد التحدث أمام الآخرين أو مقابلة صاحب العمل يصيبني تسارع في نبضات القلب ويكون الكلام غير واضح، رغم أنني ناجح في العمل ولله الحمد، غير أن التحدث في الاجتماعات أو أمام عدد كبير من الناس يجعلني أصاب بالأعراض، وعندما يريد الآخرون مني التحدث فإنني أحاول التهرب من ذلك، ويصيبني ذلك أيضاً عندما أتقدم للإمامة في الصلاة، علماً أنني أحفظ شيئاً من القرآن ولله الحمد، فما الحل؟!

أفيدوني وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ نديم حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فحالتك بسيطة جداً ولله الحمد، وهي ما يعرف بقلق المخاوف الاجتماعية، وهي لا تدل مطلقاً على قلة إيمانك أو ضعف شخصيتك، وقلق المخاوف هو حالة مكتسبة ومتعلمة، بمعنى أنها ليست غريزية أو فطرية، وطالما أن الشيء مكتسب فمن الممكن أن يفقد بسهولة.

فعليك محاولة إقناع نفسك أن هذا مجرد قلق اجتماعي وليس مرضاً خطيراً ولا علاقة له بأمراض القلب، وعليك أن تحقر فكرة المخاوف وأن تقول لنفسك لماذا لا أكون مثل الآخرين من حيث المواجهة والإقدام، فأنت لا تقل عنهم في شيء.

وأما الأعراض التي تشعر بها فهي أقل بكثير في واقع الأمر، وهناك مبالغة في المشاعر، فالآخرون لا يقومون برصدك أو مراقبتك، فعليك بالمواجهة وعدم التجنب أو الابتعاد عن المواقف الاجتماعية، ويمكنك أن تبدأ المواجهة في الخيال، وذلك أن تتصور - وأنت جالس في مكان هادئ - أنك تخاطب جمعا كبيراً من الناس أو تقوم بعرض محاضرة أو مشروع عليهم، وذلك أمام الشخص المسؤول، أو أنك تصلي بالناس في مسجد يقصده الكثير من المصلين، أو أن لديك مناسبة كبيرة في البيت لا بد أن تستقبل فيها الضيوف وهكذا.

فعش هذه الخيالات لمدة لا تقل عن نصف ساعة يومياً وبصورة متواصلة، وعليك أن تواجه يومياً أحد مصادر خوفك، واستمر على ذلك لمدة 15 يوماً، ثم بعد ذلك تبدأ في مواجهة مصدر الخوف الثاني لنفس المدة وهكذا، ومن الأفضل أن تبدأ بمواجهة مصدر الخوف الأقل.

وحين تقابل الناس حاول أن ترفع من مهاراتك الاجتماعية بأن تنظر إليهم في وجوههم، وتكون أنت البادئ بالسلام، وعليك القيام بتمارين استرخاء مثل تمارين التنفس المتدرج، فتستلقي في مكان هادئ ثم تأخذ نفساً عميقاً وبطيئا عن طريق الأنف، ثم تمسك الهواء في صدرك لمدة قصيرة، ثم بعد ذلك تخرجه بنفس البطء والشدة، فكرر هذا التمرين من أربع إلى خمس مرات في كل جلسة بمعدل مرتين في اليوم.

وعليك بممارسة الرياضة الجماعية، وحضور حلقات التلاوة، فهذه من أفضل الوسائل التي تزيل الرهاب.

وأما ما يتعلق بالخوف من الإمامة فإن علاجه السلوكي في الاستشارة رقم: (260852)، وعلاج الرهاب وعدم القدرة على الكلام موجود في الاستشارات التالية: (259576 - 261344 - 263699 - 264538)، ولتقوية الثقة بالنفس: (265851 - 259418 - 269678 - 254892)، وسوف تزول عنك هذه المخاوف تماماً بإذن الله تعالى.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً