الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أتعامل مع صديقاتي اللاتي ينتقدنني أمام الناس؟

السؤال

بسم الله الرحمن الرحيم.
أنا فتاة أدرس في أول سنة جامعية، وللأسف لم يكن معي أي واحدة من صديقاتي في كليتي، فجلست مع زميلات كنت أعرفهن معرفة سطحية، والأخريات لا أعرفهن، وحصلت بيني وبينهن مشاكل كثيرة، ويقمن بنقد تصرفاتي، فكانت واحدة من المجموعة تقف معي، وإذا صدر مني أي تصرف يقمن كلهن بنقدي أمام صديقتي هذه.

علماً بأن صديقتي مقربة لديهن كثيراً، وأنا حائرة كيف أتصرف معهن؟ خصوصاً أن كل واحدة تحتاج معاملة خاصة؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ دانه حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. وبعد:

فإن وجود الإنسان في جماعة يحتاج إلى صبر في التعامل؛ لأنه لابد أن يجد أشياء وتصرفات لا تعجبه، ومع ذلك فالتي تخالط زميلاتها وتصبر عليهن خير من التي لا تخالط ولا تصبر، والإنسان لا يمكن أن يسع الناس بأمواله ولكنه من السهل أن يسعهم بحسن أخلاقه، واعلمي أن أبلغ رد على المسيئة يكون بمقابلة إساءتها بالإحسان، ومرحباً بك في موقعك بين الآباء والإخوان، ونسأل الله أن يشغلك بما يوصل إلى جنته والرضوان.

ولا داعي للانزعاج، وأرجو أن تبحثي عن الصالحات ولا تحزني على مفارقة العاصيات، وتذكري أن الله سبحانه قال لنبيه صلى الله عليه وسلم: ((وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَلا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَنْ ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطًا))[الكهف:28].
وأرجو أن تعلمي أن الفرصة عندك واسعة، ولكن من الضروري أن تحسني اختيار الصديقات، وإليك هذه المواصفات:

1- أن تكون صاحبة دين وحجاب.

2- أن تكون عفيفة اللسان، مؤدبة مع كل إنسان.

3- أن تكون ناجحة في دراستها.

4- وأن تكون في نفس عمرك.

5- أن تكون صادقة.

وأرجو أن تقتربي من أهلك واتخذي والدتك أكبر صديقة، مع ضرورة أن تكون الصداقة في الله ولله وعلى مراد الله.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، فإن التوفيق بيده وهو سبحانه يدافع عن الذين آمنوا، واعلمي أنك مثل السوق تحمل إليه البضائع الرائجة فإن راج عندك الصدق حملوه إليك.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً