الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كلما أحسست بالخطأ تعود لي الرعشة وأعراض القلق

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أستخدم سيروكسات منذ حوالي 3 سنوات و9 أشهر، حيث أن حالتي تحسنت جداً، وبإمكاني الاستغناء عن العلاج، علماً أن حالتي هي رهاب، وحالات قلق (نوبات هلع) حيث كنت أخاف الخروج، وأخاف السفر، ولا أحب الأمكنة التي تحوي العديد من الناس، وكانت لا تجعلني أمارس حياتي بشكل عادي.

الآن أنا شخص آخر - بفضل الله - ثم بفضل استشارة الدكتور محمد عبد العليم .

لكن - يا دكتور محمد - أحياناً عندما أعمل شيئاً وأحس أنه خطأ يضيق صدري، وأحس بأعراض القلق كما في السابق، ضيق في الصدر، وتعرق، ورعشة، ورغبة في التقيء، وأحس كأن موتي اقترب، ولكني على يقين أنها قلق، وأمارس حياتي لكنها فعلاً تزعجني، وتؤثر فيّ.

أرجو الرد سريعاً - يا دكتور - ولك مني جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fahad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمد لله تعالى الذي أنعم عليك بالصحة والعافية.

أيها الأخ الكريم! الأعراض التي تنتابك الآن هي أعراض قلق في رأيي، وأن الجزء الأساسي من هذا القلق قد أتى ليس من القلق نفسه ولكن لديك مشاعر سلبية تتوقعها من خلال الانتكاسات، والإنسان حين يتوقع الانتكاسة أو تكون له شاغلاً أو يتفكر في مرضه السابق هذا بالطبع يجعل أعراض القلق تظهر في شكل نوبات هرع ومخاوف كما ينتابك الآن.

الذي أرجوه منك هو أن تتجاهل هذه الأعراض بقدر المستطاع.

ثانياً: عليك أن تتذكر هذا التحسن الذي قد طرأ على حالتك وأصبحت معه تعيش حياة عادية، هذا يجب أن يكون محفزاً داخلياً وتقوية بالنسبة لك، بمعنى أنك حين تتذكر هذا التحسن وهذا التغير الكبير الإيجابي في حياتك هذا يزيد عندك - إن شاء الله - من إرادة التحسن ورفع الكفاءة النفسية لديك، إذن الأعراض من ضيق في الصدر، وشعور بالقلق، وإحساس بالقيء وكأن المنية قد دنت، هو في الحقيقة قلق وليس أكثر من ذلك، ولكن شدة الأعراض تأتي من أنك أصبحت تتوقع أو أنك تعيش مع الأعراض السابقة مما جعلها تظهر لديك بهذه الصورة، إذن عليك بتناسيها، وتذكر أنك قد تحسنت هذا - إن شاء الله - يدفع عنك هذه الأعراض.

وعليك -أخي- أيضاً بممارسة الرياضة، وعليك أن تعيش حياتك بصورة طبيعية فيما يخص أداءك الوظيفي، ومسئولياتك الأسرية، وتواصلك الاجتماعي، هذا سوف يساعد على إزالة هذه الأعراض - إن شاء الله - سيكون من الحكمة أيضاً أن أنصحك أن لا تتوقف عن السيروكسات في هذه المرحلة استمر عليه بنفس الجرعة لمدة ستة أشهر، بعدها يمكن أن تخفض الجرعة إلى إيقافه بالتدرج، وحتى هذه الأعراض إذا لم تتحسن بالتجاهل أي أعراض القلق، فلا مانع من أن تضيف فلوناكسول بمعدل حبة واحدة نصف ملم ( حبة واحدة في اليوم) لمدة شهر ثم تتوقف عن تناوله، وتستمر في السيروكسات كما ذكرت لك لمدة ستة أشهر أخرى.

أنا مطمئن تماماً أن هذا أمر عارض وهو قلق توقعي أكثر من قلق حقيقي - وإن شاء الله - بمجاهداتك وبمثابرتك وأن تعيش المزاج التحسني وتكون لديك إرادة التحسن هذا سوف يدفعك - بإذن الله تعالى - بأن تكون في صحة نفسية جيدة.

جزاك الله خيراً ونشكرك كثيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية وفي شخصي الضعيف.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً