الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما حاجة الفتاة الملتزمة إلى الصحبة الصالحة والزوج الصالح؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة ملتزمة بديني وأقوم بواجباتي على الوجه الأكمل، وأتعامل مع الناس بكل احترام، ومع هذا كله ليس لي حظ في إيجاد زوج أو صديقة أتحدث إليها أو نخرج مع بعضنا، وأرى أنني غير محبوبة مع أنني جميلة ومثقفة، فهل هذا شيء بيد الله أم أنني السبب فيه؟

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ زهور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنك على خير ما دمت تلتزمين بدينك، والعاقلة تطلب رضوان الله، والله سبحانه يعطي الدنيا لمن يحب ولمن لا يحب ولمن يؤمن ولمن يكفر، ولكنه لا يعطي الدين إلا لمن أحبه، ولذلك قال لنبيه صلى الله عليه وسلم ولنا جميعاً: (وَلا تَمُدَّنَّ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجًا مِنْهُمْ زَهْرَةَ الْحَيَاةِ الدُّنيَا لِنَفْتِنَهُمْ فِيهِ وَرِزْقُ رَبِّكَ خَيْرٌ وَأَبْقَى)، [طه:131] ثم قال -سبحانه-: (وَرِزْقُ رَبِّك)[طه:131] يعني من الدين والفلاح (خَيْرٌ وَأَبْقَى)، [طه:131]، وماذا فقدت من أطاعت الله، وهل وجدت شيئاً من تغفل عن طاعة الله؟

واعلمي أن عدم حب الناس ليس بمقياس، خاصة إذا لم يكونوا أهل صلاح ودين وتقوى، ونحن ننصحك بمزيد من الطاعة لله واللجوء إليه، فإن قلوب العباد بين أصابعه يقلبها سبحانه كيف شاء.

ولا يخفى على أمثالك أن الناس قد ينفرون من الناجحين بدافع الحسد، وهو داء خطير لا يضر المحسود ولا ينفع الحاسد، ولكننا مع ذلك ندعوك لحسن الظن بمن حولك.

وأسأل الله أن يحببك إلى خلقه وأن يحبب إليك الصالحات المؤمنات وأن يرزقك الزوج التقي النقي، كما أرجو أن تحاولي الخروج من عزلتك، فقد يكون هذا الوضع مجرد شعور منك فبادري بالتعرف على من تتوسمي فيهن الخير، واثبتي على الحق وسوف يقبل عليك أهل الحق والخير.

وأما أمر الزواج فسوف يقدره لك القدير في الوقت المناسب، وعليك بإظهار ما عندك من الأدب والخير لزميلاتك، واحشري نفسك في مجتمع الصالحات، واعلمي أن لكل واحدة منهن ابناً أو أخاً أو محرماً يبحث عن الصالحات من أمثالك، ونسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً