الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الإحساس الدائم باقتراب الموت وكيفية التخلص منه

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أعاني من إحساس دائم باقتراب الموت، ويصيبني خوف شديد من الموت وإحساس بضيق في التنفس وسرعة في ضربات القلب وألم شديد في الصدر وألم في القدم اليسرى، وفي بعض الأحيان صعوبة في الكلام وأعراض جسدية مزعجة، وقد عملت جميع الفحوصات فكانت سليمة، علماً أنني أستعمل (رواكان) حبة في اليوم، فماذا أفعل؟!

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رضا حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

فإن الخوف من دنو الأجل هو جزء من حالة نفسية تعرف باسم (نوبات الهلع) أو (نوبات الرهاب)، وأنت لديك كل السمات الأخرى لهذه الحالة النفسية، وهي الخوف بصفة عامة والإحساس بالضيق في التنفس وتسارع في ضربات القلب وألم الصدر والأقدام، فأنت لديك تقريباً الصفات المثالية لهذه الحالة النفسية، وهو نوع من القلق النفسي.

وهذه الحالة يمكن علاجها ويمكن أن تزول، والخوف من اقتراب الموت هو جزء من هذه الحالة، وأنت على يقين وقناعة كاملة أن الأعمار بيد الله تعالى، وفي حالتك سيكون العلاج الدوائي مطلوب؛ لأنه سوف يساعدك كثيراً، فهناك أدوية مضادة للقلق ومضادة للاكتئاب، وقد وجد أنها تزيل نوبات الهلع بصفة خاصة، فهناك عقار يعرف باسم (زولفت)، وهناك عقار آخر يعرف باسم (سبراليكس)، والدراسات تشير أن هذا الأخير ربما يكون هو الأفضل.

فأود منك أن تبدأ في تناول هذا الدواء (سبراليكس) بجرعة عشرة مليجرام ليلاً لمدة أسبوعين، ثم ترفع الجرعة إلى عشرين مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر – وهذه هي الجرعة العلاجية المطلوبة – وبعد ذلك خفض جرعة العلاج إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة ستة أشهر أخرى – وهذه هي الجرعة الوقائية -.

وهذا الدواء من الأدوية السليمة جدّاً، وهو غير إدماني وغير تعودي، ولا يسبب أي آثار جانبية، ولكن البعض قد يشتكي من زيادة بسيطة في الوزن ولكن هذه يمكن التحكم فيها بتنظيم الأكل وممارسة الرياضة، علماً بأن الرياضة تعتبر أيضاً وسيلة علاجية مهمة جدّاً لعلاج القلق ونوبات الهلع والخوف، فأرجو أن تكون حريصاً على ذلك.

وبجانب العلاج الدوائي وبجانب ما قمنا به من شرح لتوضيح الحالة هناك أيضاً تمارين التنفس الاسترخائية، وتوجد أشرطة وكتيبات توضح كيفية القيام بهذه التمارين أو يمكنك الاتصال بأحد الأخصائيين النفسيين حتى يقوم بتدريبك على هذه التمارين، وإذا لم يتيسر كل ذلك فيمكنك أن تطبقها وحدك وذلك بأن تستلقي في مكان هادئ وتتأمل في شيء جميل أو تستمع إلى شريط من القرآن الكريم بصوت منخفض، ثم بعد ذلك أغمض عينيك وافتح فمك قليلاً ثم خذ نفساً عميقاً وبطيئا بكل قوة وشدة – وهذا هو الشهيق –، واجعل صدرك يمتلئ بالهواء وبطنك ترتفع قليلاً، ثم بعد ذلك أمسك على الهواء في صدرك لمدة قصيرة، وبعد ذلك أخرج الهواء عن طريق الفم، ولابد أن يكون إخراج الهواء أيضاً بكل بطء وبكل قوة، وهذا هو الزفير، فكرر هذا التمرين أربع أو خمس مرات بمعدل مرتين في اليوم، وسوف تجد أنه قد ساعدك كثيراً بإذن الله تعالى، وأنا على ثقة كاملة أنه بتناول الدواء والقيام بهذه التمارين وكذلك التغيير الفكري المعرفي بأن الآجال بيد الله وأن هذه الحالة هي مجرد قلق وسوف تزول فهذا سوف يساعدك كثيراً.

نسأل الله لك الشفاء والعافية، وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً