الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

معاملة الزوج لزوجته كأنها آلة

السؤال

السلام عليكم.
أما بعد:
فسؤالي كالتالي: أنا فتاة متزوجة منذ (8) سنوات، وزوجي قد أرهقني بعناده فهو لا يلتفت الي كأنثى تحتاج إلى شيء من الدلال، بل يعاملني كآلة لا تمل ولا تتعب في القيام بجميع احتياجاته، وقليلاً ما يصغي إليّ ويقدرني، فكلما اشتكيت له من شيء يضرني اتخذ ذلك مزاحاً، فأرجوكم ساعدوني، لقد ضقت ذرعاً، وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أم مريم حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته. وبعد:

فكم تمنيت أن أعرف عمر العلاقة بينكما وحبذا لو علمت تاريخ العلاقة الرسمية بينكما، وهل كانت علاقات عاطفية قبل الزواج؟ ولست أدري هل يقوم زوجك بواجباته الأخرى أم لا؟ وذلك لأن معظم الرجال يعبرون عن حبهم بالعطاء وإذا كان زوجك يلبي لك الطلبات المادية فإن ذلك دليل على حبه لك، ونحن ندرك أن ذلك ليس كافياً؛ لأن المرأة تحتاج إلى تعبير باللفظ والنظرة واللمسة الحانية، ولكن هذا قد يحصل بعد مدة فعليك بالصبر مع ضرورة تشجعيه مع كل خطوة في الاتجاه المطلوب.

ويؤسفنا أن نقول إن كثيراً من الرجال لم يعتادوا هذا اللطف رغم أهميته وربما كان السبب هو عدم مشاهدتهم لهذا في أسرهم وعند آبائهم، كما أرجو أن تبادري بملاطفته حتى يحصل التغيير المطلوب، وتجنبي كثرة النقد له، فإن ذلك قد ينفره ويبعده أكثر وحاولي الإشادة بما عنده من الإيجابيات فإن ذلك يدفعه لتقديم المزيد، واحذري من مقارنته مع غيره وأشعريه أنه الوحيد في حياتك والمبالغة في هذا الجانب مفيدة وجائزة من الناحية الشرعية.

أما بالنسبة لتعامله مع آلامك وشكواك بطريقة المزاح؛ فربما لأنه شعر أنك كنت تفعلين ذلك أحياناً لإجباره على الاهتمام بك أو كنت ممن يكثر الشكوى، أو أنت من النوع الذي يقلل من إنجازات الزوج، وعلى كل حال، فنحن نقول لك مرة أخرى ما هو مستوى تعامله مع الاحتياجات الأساسية؟ وما هو مستوى تلبيته لاحتياجات الأسرة الكبرى من الطعام والشراب واللباس؟
وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وأرجو أن تصلنا منك توضيحات أكثر حتى نقف على أبعاد المشكلة وعندها سوف يسهل على الجميع الوصول إلى الحل بتوفيق الله عز وجل.

ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً