الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الطموحات الكبيرة واصطدامها بالواقع

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تخرجت في الجامعة في عام (2006)، وبعد التخرج مباشرة بدأت العمل في مكتب صغير كمحاسب، ثم انتقلت لمكتب آخر كسكرتير، ولكن المرتبين صغيران جداً، وطموحي كبير ولدي رغبة في العمل وإنجاز الأشياء.

وبعد سنة من التخرج عملت كحارس أمن ولكن رغبتي في الارتقاء كانت كبيرة، ولدي بعض المقومات ولله الحمد، فأنا متمرس في الكمبيوتر ومجتهد في العمل وأحب مساعدة زملائي، ولدي لغة إنجليزية معقولة، ولذلك حاولت جاهداً أن أترقى أو أنتقل لقسم آخر في الشركة، وبالفعل بعد ستة أشهر فقط انتقلت لقسم شئون الموظفين في نفس الشركة.

وقد أثبت نفسي إلى حد كبير ولله الحمد، ولكني أشعر بأني لم أحصل على حقي من حيث التقدير والراتب بالمقارنة مع زملائي في العمل، حيث تعمل معي سيدة ليست عربية أو مسلمة ولا تعرف إلا الضحك مع كل من له موقع متميز، وبالتالي يتم ترقيتها وزيادة راتبها رغم أنها ما زالت جديدة في العمل، ومعي رجل آخر وهو غير عربي وغير مسلم أيضاً ولكنه يحصل على تقدير كبير جداً لأنه في الشركة منذ زمن بعيد، وأشعر بأني مظلوم بين هذين الشخصين، فالسيدة تحصل على ما تريد بالضحكات، والرجل ذو خبرة هائلة في العمل وأنا ضائع في المنتصف.

كما أن مديري ليست له شخصية، ولا يقدر الجهد المبذول نهائياً، وقد تحدثت معه بكل ما أشعر فوعدني بتحسين الوضع، ولكني علمت بعد ذلك أنه يقول هذا الكلام لكثير من الموظفين ولا يفعل شيئاً، وقد أتممت السنة في هذا العمل وأشعر بالظلم مقارنة بزملائي في نفس الشركة، وأيضاً بالمقارنة بنفس وظيفتي بالشركات الأخرى، فما الحل المناسب؟!

ولكم جزيل الشكر.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Akram حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإنه ليسرنا أن نرحب بك في موقعك استشارات الشبكة الإسلامية، فأهلاً وسهلاً ومرحباً بك، وكم يسعدنا اتصالك بنا في أي وقت وفي أي موضوع، ونسأله جل وعلا أن ييسر أمرك وأن يوسع رزقك وأن يرزقك عملاً مناسباً يرضي طموحك.

وبخصوص ما ورد برسالتك، فإنه قد تبين لي أنك شخصية رائعة ومتميزة، وأكبر دليل على ذلك حصولك على عمل بعد تخرجك مباشرة، وهذا شيء نادر كما لا يخفى عليك، فاحمد الله على ذلك.

وأما عن ظروف عملك فهي كلها غير مناسبة لتخصصك، ولذلك فإن مسألة الراتب وضعفه مسألة طبعية، لأنك تعمل في عمل عادي لا يحتاج إلى أي خبرة وإنما بمقدور أي شخص أن يقوم به، وهذا هو سبب تدني راتبك إلى هذه الدرجة، وأعتقد أنه سيظل هكذا لفترة طويلة، وفي نفس الوقت لن تخرج منه بأي خبرة تستفيد منها في مستقبل حياتك.

وكم كنت أتمنى أن تظل في عملك الأول، ويكفيك فيه أنك كنت ستكتسب خبرة تراكمية تنفعك في مستقبل حياتك، ولكني الآن أقترح أن تظل في عملك الحالي مع مواصلة البحث عن عمل في نفس تخصصك حتى وإن كان الراتب ضعيفاً في أول الأمر، فذلك أنفع لك ألف مرة من هذا العمل الحالي، ولكن لا تترك ما أنت فيه حتى تجد الجديد، فعلى الأقل هو يكفيك لحاجاتك الضرورية ويقيك ذل السؤال.

وأوصيك بكثرة الدعاء والإلحاح على الله أن يكرمك بعمل مناسب وأن يوسع عليك في رزقك وأن يحقق طموحك، وأحسن الظن بالله ولا تيأس من رحمة الله، ولا تتعجل وأبشر بفرج من الله قريب.

والله ولي التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً