الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نسبة نجاح إصلاح الزوجة بعد الزواج

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

إذا انتهى الشاب من دراسته وتخرج وعثر على عمل لكن بمبلغ بسيط جداً، فهل يتقدم للخطبة معتمداً على هذه الوظيفة؟ وإذا كانت الزوجة عنيدة وغير متفاهمة، فما هي نسبة نجاح إصلاحها بعد الزواج؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد النور حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإننا لا ننصح بالاستعجال في التقدم لفتاة إلا بعد إعداد ما يمكن إعداده من التجهيزات الإنسانية، ونتمنى من كل شاب أن تكون علاقته بأي فتاة بعلم أهله ومشاورتهم وبعلم أهل الفتاة وذلك بأن يأتي البيوت من أبوابها؛ لأن عدم مشاورة الأهل سبب رئيس لرفضهم وعنادهم، والسعيد هو الذي يجد زوجة تسعده وتعينه على بر أهله.

وحبذا لو جعل الشاب أول راتب لأهله ليدخل السرور عليهم إن كانوا محتاجين حتى يتذوقوا ثمرة جهدهم وصبرهم وإن كان الأهل أهل مال ويسار فخير البر عاجله إذا وافق الأهل على مساعدتك في تأسيس بيتك الجديد، وقد اتضح لك أن كل مشاريع النجاح في الحياة الجديدة تكون عن طريق الأهل.

وأرجو أن يعلم الشباب أن طول فترة الخطوبة لها سلبيات كبيرة والشاب وأهله سوف يكونوا في حرج إذا استمرت الخطبة لسنوات كما أن أهل الفتاة يكونوا في توتر وخوف على مستقبل فتاتهم لأن الخطيب يمكن أن يتخلى عن البنت ويكون قد ألحق بها أضراراً كبيرة لأنه فوت عليها فرص مجيء الخطاب، وقد يتركها أو يعجز عن الوفاء بواجبات وتكاليف الزواج.

أما مسألة إصلاح الزوجة بعد الزواج، فالأمر متوقف على صلاح الزوج الذي هو القدوة، بعد توفيق الله الهادي سبحانه، كما أن هناك عوامل أخرى لها تأثير كبير مثل مستوى تدين أسرة الفتاة ومدى قوة شخصية الفتاة واستقلاليتها، بالإضافة إلى الوسط الذي تعيش فيه وموقع الدين والتدين في حياة الناس، وكذلك مسألة التربية منذ الصغر لأن الطفل إذا كان في صغره متديناً فالغالب أنه يعود بسرعة وبسهولة بخلاف الطفل الذي ينشأ دون أن يتعلم الصلاة ودون أن يتعلم القرآن.

ولا يخفى على أمثالك أن وصية النبي صلى الله عليه وسلم هي الارتباط بصاحبة الدين لقوله: (فاظفر بذات الدين تربت يداك) وعليه فاختيار صاحبة الدين هو الأصل والأساس، ويمكن أن تصلك إجابة أشمل إذا علمنا علاقة الفتاة بك وبأهلك مثلاً، وأطلعتنا على الخيارات المتاحة بالنسبة لك، وهل الفتاة التي تريد إصلاحها قريبة لك أم لا؟ وهل في الارتباط بها بر لولدتك؟ وهل تجد في نفسك ميلاً وقبولاً لها دون غيرها؟

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وعليك بالاستخارة ومشاورة أهل الخبرة والدراية ثم توكل على من بيده الخير والهداية.

وأسأل الله أن يقدر لك الخير ثم يرضيك به.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً