الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الخوف من الظلام نتيجة المرور بموقف مخيف في الصغر

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

عندما كنت صغيراً حدث لي حادث وهو أن أختي الكبرى اختبأت في مكان مظلم وبدأت تناديني، وعندما اقتربت منها فاجأتني وصرخت في وجهي، فانتابني رعب شديد، ومنذ ذلك الوقت أعاني من عقدة نفسية تجاه الظلام، وحاولت عدة مرات أن أتجنب هذا الخوف دون فائدة، رغم أني أحب أن أصلي في الظلام زيادة في الخشوع، لكن تبقى حالتي النفسية مضطربة، فهل أجد عندكم الدواء الشافي لهذه الحالة النفسية المزعجة؟!

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبك النزر حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هذا نوع من المخاوف يعرف بـ(المخاوف البسيطة)، وهي منتشرة دائماً، ومن الواضح والجلي أنك قد مررت بتجربة هي التي سببت لك هذا الخوف، وهذا دليل أن المخاوف ومنطق الأشياء يقول أن الأشياء المكتسبة يمكن أن يفقدها الإنسان.

الذي أرجوه منك هو أن تحقر فكرة الخوف وأن تسعى في تحقيرها، وذلك بأن تجري حواراً مع نفسك (لماذا أخاف؟) فالكثير من الناس يعملون في الظلام والكثير منهم ليس لديهم كهرباء، ورواد الفضاء الذي يذهبون في هذه المركبات الفضائية لملايين الكيلو مترات وهم في ظلام، تأمل الأوضاع التي يعيشها الآخرون، وبعد ذلك حاول أن تغير من تفكيرك حيال مفهوم الظلام، ثم بعد ذلك فكر في أن الظلام هو رحمة أيضاً، فإذا تسلطت علينا أشعة الشمس والأضواء طوال الحياة فهذا يخل بصحة الإنسان، واعرف أن الليل ستر وأن الليل لباس، هذه كلها مفاهيم تقربك من الظلام وتزيل هذا النوع من الخوف.

تذكر قصة سيدنا يونس عليه السلام حين كان في بطن الحوت، فهو قد كان في ظلمات ثلاث (ظلمة البحر وظلمة الليل وظلمة بطن الحوت)، فالظلام ليس بالسوء الذي تتصوره أبداً، والذي أنصحك به هو أن تبدأ في نوع من العلاج التدريجي للتخلص من هذا الخوف.

يمكنك الصلاة في غرفة تكون فيها الأنوار خافتة، فاجعل غرفتك خافتة الأنوار وظل على هذا الوضع لمدة شهر، ثم بعد ذلك أطفئ النور لمدة خمس دقائق فقط، ثم بعد ذلك يمكنك أن تضيء الغرفة إضاءة خافتة مرة أخرى، وفي المرة الثالثة أطفئ النور تماماً لمدة عشر دقائق، واعرف أنك بعد عشر دقائق سوف تضيء الغرفة مرة أخرى، فهذه التمارين السلوكية البسيطة تساعدك كثيراً.

يوجد أيضاً علاج دوائي لعلاج مثل هذه المخاوف الخاصة، والعلاج الدوائي يعرف باسم (زيروكسات) ويسمى في الجزائر بـ(ديروكسات)، فأرجو أن تبدأ في تناوله بجرعة نصف حبة – عشرة مليجرام – ليلاً بعد الأكل لمدة أسبوعين، ثم بعد ذلك ارفع الجرعة إلى حبة كاملة – عشرين مليجرام – وتناولها لمدة ثلاثة أشهر فقط، ثم بعد ذلك خفض الجرعة إلى عشرة مليجرام ليلاً لمدة شهر، ثم توقف عن تناوله، وهذا الدواء من الأدوية السليمة والفعالة في إزالة المخاوف والقلق.

أؤكد لك أن حالتك بسيطة جدّاً وعليك أن تقتحم الظلام في فكرك أولاً، أي حاول أن تتخيل في الخيال وبعد ذلك ابدأ التطبيق والتطبيق ليس صعباً أبداً، وإذا صعب عليك الأمر في تطبيق التمارين السلوكية السابقة فيمكنك حين تجلس في الظلام أن تصطحب معك أحد إخوتك أو أصدقائك أو والديك لفترة قصيرة ثم بعد ذلك تظل وحدك في الظلام لفترة قصيرة، ثم ترفع معدل تواجدك في الظلام لفترة أطول في اليوم الثاني... وهكذا، فهذا يعرف بالعلاج السلوكي التدرجي وهو مفيد جدّاً.

بتطبيق الإرشادات السابقة وتناول الدواء سوف تختفي هذه الحالة وهي من الحالات البسيطة جدّاً ويجب ألا تشغلك مطلقاً، ويمكنك الوقوف على هذه الاستشارات للفائدة: 281104 - 266155.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً