الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

ما هي طرق القرب من الأبناء لتربيتهم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا أم لخمسة أبناء، وابنتي الكبرى عمرها 14 سنة، وأشعر أنها مظلومة معي لأنني دائماً أعاملها بقسوة، وأعتبرها كبيرة، واللوم عليها دائماً، أعرف أن هذه التصرفات خاطئة، ولكني أرجع وأكررها.

أحبها وأريدها أن تكون أفضل البنات، ولكن طريقتي تبعدها عني، وتفقدها ثقتها بنفسها، فأنا لا أعرف إلا اللوم والتأنيب، ولا أمدح إلا ما ندر، أنا واعية بمشكلتي حيث أريد الحل لنفسي، وأرغب بعلاج لطريقتي في التربية، فأنا أخاف على بناتي من عصبيتي الزائدة.

كيف أتصرف؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مسلمة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فإن معرفتك للخطأ هو أول وأهم خطوات العلاج بعد توفيق الله وفضله، فارفعي أكف الضراعة إلى الله واسأليه الهداية لأحسن الأخلاق فإنه لا يهدي لأحسنها إلا هو ولا يصرف سيئها إلا هو سبحانه، ومرحباً بك في موقعك وشكراً لك على وعيك واهتمامك، ونسأل الله أن يصلح حالنا وحالك، وأن يصلح لك أولادك وبناتك.

نحن ندعوك إلى الاقتراب من ابنتك وملاطفتها على الأقل في الأوقات التي تكون فيها طبيعية، وأكثري من الحوار معها والمسح على شعرها وتقبيلها واطلبي منها النصح والتعاون على البر والتقوى، واعتذري لها عن التصرفات التي فيها قسوة وبيِّني لها أن الدافع لذلك هو شدة الحرص عليها والحب لها، وهذا ما نتمنى أن يفهمه الأبناء والبنات حتى لا يلوموا الآباء والأمهات فإنه لا يوجد على وجه الأرض إنسان يتمنى أن يكون غيره أفضل وأنجح منه إلا الآباء والأمهات والصالحين من المعلمات والمعلمات، وإذا تفهم الأبناء هذه المشاعر سهل عليهم احتمال القسوة والشدة التي تصدر من أحب الناس إليهم، ومن الضروري أن يعرف الأبناء والبنات أن القسوة والشدة دافعها شدة الحرص على مصالحهم ومستقبلهم ولكننا نقول: إن من يفعل ذلك من الآباء والأمهات ممن يريدوا الخير لكنهم أخطئوا طريقه.

وأرجو أن تكثري لها من الدعاء وهي تسمع، وتجنبي الدعاء عليها، واطلبي من أخواتها الصغار أن يقدروها ويحترموها، وأشركيها في همومك وطموحاتك، وافتحي قلبك لها ولا تُعاتبيها على الصدق واتخذيها صديقة لك.

وهذه وصيتي لك بتقوى الله ثم بكثرة اللجوء إليه، وتعوذي بالله من الشيطان وواظبي على ذكر الرحمن، واطلبي مشاركة الزوج لك في الأعباء والذكر وتلاوة القرآن، فإن بيوتنا تصلح بطاعتنا للرحيم الرحمن، وأرجو أن نسمع عنك الخير وأن يصلح لنا ولكم النية والذرية.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً