الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من قلق وتوتر، وشعور بالضيق والكتمة وعدم الارتياح، أفيدوني.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

لقد تعبت منذ فترة، حيث شعرت بضيق في التنفس أو كتمة دون أي سبب، وأصبحت لا أعرف مكاناً للسعادة، وإذا فرحت فإن كل شيء يتحول فجأة إلى حزن، وذكريات مؤلمة وإهمال شديد في كل شيء، وأصبحت لا أفكر في أي شيء جميل، وأخاف أن يحصل لي أو لأهلي أو لأي شخص عزيز شيء سيء، وأفكر كثيراً في الأمراض، وأشعر بالدوخة كلما وقفت ولا أستطيع الوقوف، ولدي كسل في جسمي وضعف وشعري يتساقط، فهل من حل؟

وشكراً لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ ريما حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فلماذا كل هذه الحسرات، ولماذا هذا القلق والتوتر؟ فالأمر أبسط مما تتخيلين وأبسط مما تتصورين، فهو أمر سوف يتم تشخيصه وعلاجه بصورة صحيحة، فإن هذه النوبة التي حدثت لك من ضيق في التنفس وكتمة ثم بعد ذلك أعقبه شعور بالحزن، واسترجاع بعض الذكريات المؤلمة والخوف من الأمراض، ثم تبعه الأعراض الجسدية المختلفة والكسل في الجسم، هذه كلها تدل أن لديك ما يعرف (بالقلق الاكتئابي)، وتساقط الشعر هو جزء من هذه الحالة، فإن هذه حالات منتشرة جدّاً، وهذا القلق الاكتئابي هي حالة تبدأ في شكل قلق وتوتر وشعور بالضيق والكتمة وعدم الارتياح، ثم يتولَّد عن هذا القلق عُسر شديد في المزاج يؤدي إلى حالة اكتئابية، وهذه الحالات بصفة عامة تعتبر حالات مؤقتة وغالباً لا تتكرر أو لا تأخذ الطابع المزمن.

ولكن هناك بعض الناس ربما يكون لديهم الميول من حيث التكوين، أو ربما يكون لديهم الميول من ناحية التطور النفسي والجسدي، أو تكون الظروف الحياتية حولهم غير مواتية، وعموماً فإن الحالة بسيطة، وخط العلاج الأول هو أن تعلمي أن هذه الحالة حالة بسيطة، وهي قلق اكتئابي وسوف تزول -بإذن الله تعالى-.

وأنت في حاجة لأدوية مضادة للقلق ولهذا الشعور السلبي الذي يسيطر عليك، وسنصف لك علاجاً يعالج القلق والاكتئاب وهو أيضاً مضاد للمخاوف؛ لأنني أعتقد أن هنالك درجة أيضاً من الخوف تسيطر عليك، والدواء الأفضل هو العقار الذي يعرف باسمه التجاري (سبرالكس Cipralex)، والذي يسمى باسمه العلمي (استالوبرام Escitalopram )، فأرجو أن تبدئي في تناوله بجرعة عشرة مليجرامات ليلاً لمدة شهرين، ثم بعد ذلك ترفعي الجرعة إلى عشرين مليجراماً ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم تخفضي الجرعة إلى عشرة مليجرامات ليلاً لمدة أربعة أشهر، ثم تتوقفين عن تناوله.

فهذه هي مراحل العلاج المختلفة وهي جرعة البداية، ثم الجرعة العلاجية، وبعد ذلك تأتي الجرعة الوقائية، وهذا الدواء من الأدوية السليمة ولا يسبب أي نوع من الإدمان، ولا يضر مطلقاً بالأعضاء الرئيسية في الجسم، كما أنه لا يؤثر مطلقاً على الهرمونات الخاصة بالإناث.

وعليك بالتفكير الإيجابي، فلا بد أن تفكري إيجابياً، فأنت في بداية عُمْر الشباب وأمامك الكثير الذي يمكنك أن تنجزيه، فعليك التركيز الآن في المرحلة الطلابية على الدراسة حتى تكونين من المتفوقين والمتميزين، وعليك دائماً أن تنظري لنفسك بثقة وألا تهتز ثقتك في نفسك مطلقاً، وعليك أيضاً أن تلازمي وتتخذي قدوة من الصديقات النشيطات والصالحات؛ لأن الدافعية تتأتى لدى الإنسان في بعض الأحيان حين يرافق ويزامل أو يقلد الآخرين، فأرجو أن تكوني من هؤلاء الذين يستفيدون ممن حولهم من الأناس الجيدين.

ولا بد من ممارسة الرياضة، والرياضة تعتبر أحد المفاتيح الأساسية للصحة النفسية؛ لأن الرياضة تؤدي إلى تنظيم الدورة البيولوجية الكيميائية داخل جسم الإنسان، وتؤدي إلى حرق وامتصاص كل الطاقات النفسية السلبية، فأرجو أن تمارسي أي نوع من الرياضة المتاحة بالنسبة لك كفتاة مسلمة، فأرجو أن تطمئني تماماً، وعليك أن تتبعي الإرشادات السابقة.

ويمكنك الاطلاع على كيفية الرقية للتخلص من المس في الاستشارات التالية: (237993- 236492-247326)، والاطلاع على هدي السنة النبوية لعلاج الأمراض النفسية: (272641 - 265121 - 267206 - 265003

نسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً